الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

فى كف الطريق

حين يداهمني الصحو ويطوقني دفء يأتي من أقواس الروح
أتدفق في أنهار من صبوات مشرقة وأسافر في الملكوت
كالماء النافر من أحجار الوقت ومن صلب الأزمنة لما يتملكها توق الإفلات من كل الأصفاد

أتنشق شهقي
وأصفف أعشاب الروح
واذا بزغت في أوردتي نطف أتلقفها وأدثرها وأذوق كؤوس الإشراق تتربع في أبراج دمي وحقول الورد المهداة وأنغام البوح الخرساء
أسألها كم من قربان يكفيك كي تنبلجي أو كي تنتشري في كل الأجواء
حين امتلأت أنهارك بالبرد المبثوث على حافات القلب عتقت غواية صمتك في شغف ورشفت ثمالتها
رشفت عيناك عيون الكون الجاري وأنغام الوله المبهم لا زالت وتسافر في وجع المعنى المنثور وتلملم باقات الضوء
وستقطف من أشجار رحيلك كل عناقيد الليل

لو كنا ندرك أسرار اللون المتربع صدر الوجع المكتوم لأرتاحت كل خيول كلامى
وسقيت سنابكها من أنهار غابت خلف الأسوار الخرساء
وتعلمت كيف يكون شدو الصبح من عمق الغـيب ولك انت أنسج خيوط الشدو لحمام الـكون
وهل يبقى الليل إذا ذبلت عــيــناه أميرا للغرباء
أم هل سيظل يلوك جذور السهو ويرسم أودية النسـيان لقافلة الجـمر ويفك قوانين الحكـماء

أعوام مرت والأسطورة تشرب من كأس الكشف زلال الذكـرى وعيونا لم تسمع من شدو الطير المذبوح سوى أشداق حكايات
وورودا فاضت في صخب العمر
والقلب يسائل طائره عن سر
لم يدرك ما الضوء الشارد في قافية الوقت أو يدرك وقت هبوب الماء على وجه الشمس

ماذا يبقى في هذا الولع الأغبر بل هذا الألم الأكبر
هل يدعوني ورد الجمر المنثور إلى رقص الضوء
أم أن الصبح سليل غيوم
كم كان لدي من الأشواق أصففها لأرافق هودجك المكنون ولأرفع رايته والظلمة تاج حنين
هل أنت على مرالأزمان تلوكين العسل المهجور فتزهر فيك مدائن تشرب غربتها وتهيء للشطآن سديم الشهد وأزهار الصبار
في منعطف لنحيب القلب تبدو جرحا يعتصر الجسد المتلألىء يزرعه في جوف الليل ويغمره بسواقي العصف القادم منك ومن ملكوت النور المقمر فيك
وأنت تعيدين الحب المسلوب الى مدن الصحو
كم قلت لنار الأشياء انتشري في مهج الأعناق
ولعل شقائق هذا الركب تصب دم الأقدام على عتبات الشوك وتنتظر القطف الموعود
و ما في القطف الا حبات لسراب يتشرب غصتها ويذوب كأذيال شمس الغروب
هل صوت الليل يقودك كي تقفي بمعاقل هذا الوقت المنهك فيك وتغترفي أعمار الصبح المذعورة ؟
وفي البدء كانت جنة الماء المسافر في العيون تلمم غيم الشهد وتغزل الحريرعلى ضوء القمر والصبح فيها وردة للعاشقين
والماء يسكب ظله المطروز في عين المدى

وأنت
تلتقطين حبا لوهج قديم
أو أنت
تلتقطين وهجا لحب قديم
كم كان يكفي من رحيق الروح كي تتطلعي يوما إلى همس الدعاء وإلى جبين الشمس والقمر الغريب منذ اعتراك الوهم
هل يبتليك العشق في زمن البكاء فتنثرين دم الحناجر في حشاشات الرحيل ؟
كم قلت إنك قبلة المهووس يدخلها ليغسل عمره المسكوب
في كف الطريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.