أتدفق في أنهار من صبوات مشرقة وأسافر في الملكوت
كالماء النافر من أحجار الوقت ومن صلب الأزمنة لما يتملكها توق الإفلات من كل الأصفاد
أتنشق شهقي
وأصفف أعشاب الروح
واذا بزغت في أوردتي نطف أتلقفها وأدثرها وأذوق كؤوس الإشراق تتربع في أبراج دمي وحقول الورد المهداة وأنغام البوح الخرساء
أسألها كم من قربان يكفيك كي تنبلجي أو كي تنتشري في كل الأجواء
حين امتلأت أنهارك بالبرد المبثوث على حافات القلب عتقت غواية صمتك في شغف ورشفت ثمالتها
رشفت عيناك عيون الكون الجاري وأنغام الوله المبهم لا زالت وتسافر في وجع المعنى المنثور وتلملم باقات الضوء
وستقطف من أشجار رحيلك كل عناقيد الليل
لو كنا ندرك أسرار اللون المتربع صدر الوجع المكتوم لأرتاحت كل خيول كلامى
وسقيت سنابكها من أنهار غابت خلف الأسوار الخرساء
وتعلمت كيف يكون شدو الصبح من عمق الغـيب ولك انت أنسج خيوط الشدو لحمام الـكون
وهل يبقى الليل إذا ذبلت عــيــناه أميرا للغرباء
أم هل سيظل يلوك جذور السهو ويرسم أودية النسـيان لقافلة الجـمر ويفك قوانين الحكـماء
أعوام مرت والأسطورة تشرب من كأس الكشف زلال الذكـرى وعيونا لم تسمع من شدو الطير المذبوح سوى أشداق حكايات
وورودا فاضت في صخب العمر
والقلب يسائل طائره عن سر
لم يدرك ما الضوء الشارد في قافية الوقت أو يدرك وقت هبوب الماء على وجه الشمس
ماذا يبقى في هذا الولع الأغبر بل هذا الألم الأكبر
هل يدعوني ورد الجمر المنثور إلى رقص الضوء
أم أن الصبح سليل غيوم
كم كان لدي من الأشواق أصففها لأرافق هودجك المكنون ولأرفع رايته والظلمة تاج حنين
هل أنت على مرالأزمان تلوكين العسل المهجور فتزهر فيك مدائن تشرب غربتها وتهيء للشطآن سديم الشهد وأزهار الصبار
في منعطف لنحيب القلب تبدو جرحا يعتصر الجسد المتلألىء يزرعه في جوف الليل ويغمره بسواقي العصف القادم منك ومن ملكوت النور المقمر فيك
وأنت تعيدين الحب المسلوب الى مدن الصحو
كم قلت لنار الأشياء انتشري في مهج الأعناق
ولعل شقائق هذا الركب تصب دم الأقدام على عتبات الشوك وتنتظر القطف الموعود
و ما في القطف الا حبات لسراب يتشرب غصتها ويذوب كأذيال شمس الغروب
هل صوت الليل يقودك كي تقفي بمعاقل هذا الوقت المنهك فيك وتغترفي أعمار الصبح المذعورة ؟
وفي البدء كانت جنة الماء المسافر في العيون تلمم غيم الشهد وتغزل الحريرعلى ضوء القمر والصبح فيها وردة للعاشقين
والماء يسكب ظله المطروز في عين المدى
وأنت
تلتقطين حبا لوهج قديم
أو أنت
تلتقطين وهجا لحب قديم
كم كان يكفي من رحيق الروح كي تتطلعي يوما إلى همس الدعاء وإلى جبين الشمس والقمر الغريب منذ اعتراك الوهم
هل يبتليك العشق في زمن البكاء فتنثرين دم الحناجر في حشاشات الرحيل ؟
كم قلت إنك قبلة المهووس يدخلها ليغسل عمره المسكوب
في كف الطريق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.