الخميس، 27 أكتوبر 2011

الى اللقاء


أشد ما أخشى نهاية الطريق
وأشد ما أخشى تحية المساء
إلى اللقاء
أليمة إلى اللقاء و كل ألفاظ الوداع مرة
والموت مر وكل شيء يسرق الإنسان من إنسان مر

شوارع المدينة الكبيره قيعان نار يجتر في الظهيره ما شربته في الضحى من اللهيب
يا ويله من لم يصادف غير شمسها وغير البناء  والسياج
والبناء  والسياج
وغير التربعات  والمثلثات  والزجاج
يا ويله من ليله فضاء
ويوم عطلته خال من اللقاء
يا ويله من لم يحب كل الزمان
يا أيها الأحياء تحت حائط أصم يا جدوة في الليل لم تنم
لشد ما أخشى نهاية الطريق
وأود ألا ينتهي ولا يضيق
و يفرش الرؤى المخصله السعيده أمامنا
في لا نهايات مديده
كأفق قرية في لحظة الشروق والأفق رحب في القرى حنون
وناعم وقرمزي يحضن البيوت و تسبح الأشجار فيه كالهوادج المسافرة
يا ليتنا هناك
نسير تحت صمته العميق ونوره المضبب الرقيق
جزيرة من الحياه ينساب دفء زرعها على المياه و لا تمل سيرها

يا أصدقاء
الليل في المدينة الكبيره
عيد قصير
النور والشباب والسرعة الحمقاء والشراب
عيد قصير
شيئا فشيئا يسكت النغم ويهدأ الرقص و تتعب القدم وتكنس الرياح كل مائدة فتسقط الزهور
و ترفع الأحزان في أعماقنا رؤسها الصغيرة
و ننثني إلى الطريق
صفان من مسارج مضببة كأنها عندان قرية مخربه تنام تحتها الظلال
وقد تمر مركبة ترمي علينا بعض عطرها السجين
و ساعة الميدان من بعيد دقاتها ترثي المساء و تلتوي أمامنا مفارق تمتد في بطن الظلام و السكون
و تهمسون
إلى اللقاء
الليل وحده يهون ووداعه يهون
فالنهار ذو عيون تجمع العقد الذي انفرط
ولكن دربنا طويل
وربما جزناه أشهرا وأشهرا معا لكننا يوما سنرفع الشراع
وكل إلى سبيل
فطهروا بالحب ساعة الوداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.