السبت، 21 سبتمبر 2013

في المساء


أفكارنا حولنا حيرى تحوم
والنجوم لم تعد تلك النجوم
والرفاق والأحبة فارقونا
هذه أجسادنا في بحار النزف تسبح والهموم
لملمي الأشلاء
ألقيها أمامي ربما حاولت أعرف
أين وجهي
أين كفي أين لحمي وعظامي ربما أغدو كريش في جناحات هيامي
تنفض الحزن الذي ما بين قلبك
من حطامي
آهـ يا ثكلى على كتفي نامي
لست أعرف
أين أسماء الشوارع أو عناوين البيوت
صوت خفاش وبوم وبقايا عنكبوت
كل شيء أرمقه كل شيء ألمسه مني يموت

تحت جدران المنازل صوت أطفال تئن مثل مجنون أنادي
يا صغيري اطمئن أَرفع الجدران وحدي
فأرى وهما وظن
وصغارا تحمل الدميات ماتت
ويد تمتد
كانت من حبيب لحبيبة
لحظة القصف تلاقت وتلاشت عندما الأرواح فاضت
واختلاط بين دم
وعظام وتراب وحقيبة
وكتاب
وبقايا من نقود كان مصروف الذهاب
وطعام وشراب وعيون فارقتها كل أحلام الشباب
وذراعين لأم مدتا في لحظة القصف لأن
طفلها للتو آب

جرحنا يمتد من أقصى الأقاصي للسماء
جرحنا دون حدود
فوق طاقات التحمل والبلاء
جرحنا جرح عميق في صميم الكبرياء
آه يا أرض الظباء
واقف وحدي وخلفي امتداد لفراغ وفضاء
والنوارس
لم تعد تأتي إلينا في الشتاء
والأماني خاصمتنا  والرجاء
والمساء لم يعد يأتي إلينا
في المساء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.