الجمعة، 6 سبتمبر 2013

لا تكترث


في هذا العري المتناقض
في هذا الوطن المتباغض
وهروب الجمع ورحيل الدمع
يبقى طوفان للذكرى ويدق الباب
سأقول بلادي
وتقول تراب
لن نختلف
عندك أسباب ولدي أنا نفس الأسباب
أغلقت جميع نوافذهم من ناحيتي
مروا بالأمس ولم أرهم
من أوردتي
فبمن سنلوذ ونحن نصارع هذا الموج
من يلقى فينا طوق نجاة
من يصرخ عني
آه
من يزهق روح الأرض ويفرش في عينيك سنابل
من يسقط فوق تصحر هذى الأرض كوابل
من يغمر وجهك في مجراه
لتخرج أنت في وجه شهيد في زي مقاتل

احفر لي قبرا بجوارك
أدفن أشلائي
أرجوك
كفن عارك
وازرعني ما بين نخيل هي آخر أمنية عندي
هل أنت بخيل
عمدني من هذا الطين
كحل عيني بماء النيل
واملأ عيني
بتراب داس عليه شهيد
ألبسني ثوبا من أزهار الفل
احفر لي قبري فوق التل
كي يأتيني العيد
أنا عندي طفل قد يأتي كي يبحث عني
يبحث عن أب
قد كان يريد
وكان يريد
أنا بعض الذكرى والتذكار
ودفء نشيد
إن يسأل عني يوم العيد
لأعطيه قبلات الصبح ومصروفا
فاصنع معروفا
أرجوك احضنه
احضنه
وقبل فيه
علمه بأني كنت
وكنت
وأني اليوم رحلت لكي أبقيه
علمه
بأن الشمس ستشرق ذات مساء
وبأن الغائب سوف يعود كهمس رجاء
بحواصل طير خضر صافية في لون الماء
من أفق أوسع من هذا
أفق ممتد
ممتد من غير حدود
علمه
بأن الموت خلود
وبأني الآن أراه من غير وجود
وبأني يوما سوف أعود وسوف أعود
وسوف أعود

ما كان محتملا حدث
لا تكترث
وانفض غبار الخوف لا تخشى أحد
كل الذين تظنهم أحياء وطن من الفوضى
نظام من جثث
صعب لك التحديد في زمن العبث
كل الذي تلقاه يعلو فوق أجساد العباد
ليست نفوسا فاقترب منها قليلا
ستشم رائحة الروث


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.