الأحد، 15 سبتمبر 2013

تفرق كتير


وكنا فى تلك المرحلة فى نهايات القرن الماضى وتحديدا 1997م وكانت المرة الأولى التى تقابلنا فيها فى مكتبها بشارع الألفى بالقاهرة لمقابلة المدعو مجدى ولم يكن مديرها بل كان صهره هو المدير لهذا الكيان الذى تعمل هى فيه كسكرتيرة وحيدة وهذا ما رأيته وربما كموظفة وحيدة فلم اشاهد غيرها بالمكان وقت الزيارة ونحن فى العاشرة صباحا كموعد لمقابلة مجدى وأعرفه جيدا لكونه كان مديرا اداريا لشركة عملت بها بعض الوقت وأعرف عنه الكثير من شريكى بالشركة ورغم هذا لجأ اليه رغم معرفته به الى تمويل أحد المشروعات لنا واختلفنا كثيرا بيننا حتى كان هذا اللقاء المحدد فى تلك العاشرة صباحا وعلى أن يأتى المقاول المرشح منى للتنفيذ لتلقى المعلومات ويدعى عمر وعمل معى فى أحد الشركات منذ 1989م وعندما رسى علينا المشروع كان متعاونا فكان اختياره واجبا وهذا ليس مهما الأن بل المهم هى تلك الحالة التى أصابتنى بعد علمى ان شريكى قام دون علمى بتوفير الأوراق اللازمة منه لهذا الكيان ورغم تحذيرى فعل هذا وتلك مصيبة لم يستدركها ولم تفلح تحذيراتى له فيها ولكنه فعل ولنا ان نتعامل مع الواقع وأن جميع المستخلصات ستحرر بناءا على التنازل لصالح هذا الكيان الذى سيوفر لنا فقط خطاب ضمان للدفعة المقدمة وعليها كان منه التنازل وسيكون استخراج الشيكات المستخلصة باسمهم وانا لا اعرف صاحب الكيان ويدعى نادر ويقولون عنه دكتور ولا أعلم فى أى التخصصات ولا يعلم شريكى ان كان هذا الدكتور النادر طبيبا او دكتور أستاذ ولا أى شيئ نعلمه غير أن مجدى صهره هو الضامن لنا فى الموقف ورغم ان مجدى لا يؤتمن على أى ضمانات والا لما أصبح كما هو الحال عليه وكان متزوجا من ابنة مليونير يمتلك مجموعة كبيرة من الشركات وفى احد فروعها ومجدى كان مديرها الادارى وعملت معه فيه تم اكتشاف اختلاسات لا حصر لها بمشاركة مدير القسم الهندسى وعليه - تم التخلص من مجدى كمدير وكزوج رغم وجود ابناء - ليضمن لنا زوج أخته هذا النادر الدكتور ولم نراه أبدا حتى الأن وهذا كله كمقدمة لوصف حالة الزهق التى تشملنى فى هذا الصباح لتلك المقابلة المريبة
ولم يأت مجدى والساعة تعدت العاشرة وتسألنا وماذا تشربون حتى يأت وأجيبها بزهق ولا نريد فقط اتصلى به ان كان متذكرا موعدنا أم هو ينسى كعادته وكنت والحق اقول منفرا جدا فى كلامى معها ويشملنى الضيق
وهى فتاة رقيقة جدا وترتدى أثواب الحداد ولا مكياج وهادئة جدا وكأن كلامها همسات
وتركتنا الى مكتبها تعاود الاتصال ولا أجابات على الهاتف الثابت ولا المحمول وهكذا تقول حتى كانت العاشرة والربع فوجئنا بعمر يدخل علينا باعتذارات عن التأخير لظروف المواصلات وكلام لم اسمع منه شيئا مع شريكى المبتسم دائما لكل شيئ ولا يستدرك ما نحن فيه من بلوى تسبب فيها ويدعى وانه لم يقصد حتى كانت ضحكات عمر مع شريكى وكأنها قنبلة تفجرت فى عقلى ولم أشعر الا بهياج وكلام خارج عن كل اطارات الأدب وشتيمة لم اعهدها تخرج كالسيل منى لهما وقمت بطرد عمر وشريكى من المكتب وجلست وحدى فى منتهى الهياج وأتت لتسألنى ان كنت أريد فنجانا من القهوة وابتسامة خبيثة رأيتها خلف عينيها رغم حالة الحداد والسواد الذى ترتدية ولم أشكرها بل أخبرتها وان أتى مجدى هذا فله أن يعلم بأننى سأقوم بالإعتذار عن هذا المشروع وخرجت دون سلام ودون اعتذار
وفى طريقى أراجع الأحداث
هل كان من حقى أن أطردهم وليس المكان مكانى والألفاظ الخارجة منى وكانت كرد فعل تعللت بأنه مسببا من ضحكاتهم الغير مسئولة ألم تكن تلك الألفاظ والسباب كذلك فنحن هنا ضيوف مع فتاة حزينة لا ذنب لها أن تستمع الى تلك الحوارات التى لا تتواجد الا فى مواقع العمل وتعلمتها هناك
وحتى كان الاتصال لتليفون ثابت وأنا أهذى مع نفسى وكان الصوت صوتها تخبرنى بأن الأستاذ مجدى حضر الأن وهو فى انتظارى
وأخبرتها فى البداية أعتذر لك عن تلك الألفاظ التى خرجت منى ولا اعتذار لمجدى عن عدم حضورى اليه مرة ثانية وله أن يأتينى حيث أكون وبلغيه بأننى سأعتذر عن المشروع وليس هناك دواعى لمقابلات أخرى له معى وأن المواقف تبنى على اتفاقات واضحة وليس على التفافات مع شريكى الأهطل فى التنازل اليهم بالتحصيل لمجرد خطاب بدفعة مقدمة أستطيع الإستغناء عنها والتنفيذ بدونها ودون تنازل وأغلقت الهاتف بعد تكرار الإعتذار لها مما بدر منى ولا تعليق منها
إنها .......
وتدعى نانى أحيانا وكنت أناديها إيمى وتحب هذا الاسم كثيرا كما كانت دوما وتقول
وتلك هى اللقطة الأولى لمعرفتى بها
وكانت أرق من عرفت وتهنا بفعل الظروف
وسأكمل لها بعض التفاصيل فى لقطاتها وتحت هذا المسمى فى تعليقاتى هنا


تفرق كتير
**********
هو عنوان أغنية للرائعة نجاة الصغير وأحب صوتها الدافئ جدا واستمتع معها كثيرا
ويوما من الأيام أهدتنى إيمى هذا الشريط بعد التعارف الذى تم بيننا والتواصل منذ ذلك اللقاء الذى شرحت جزءا من تفاصيله سابقا
وبعدما أغلقت معها الحوار بأخر كلماتى لتنقلها الى مجدى أغلقت هاتفى المحمول حتى أصل الى مقر الشركة دون صداع وكما سبق من معرفتى بتركيبة الشخصية التى تدعى مجدى ووصلت الى الشركة وأخبرتنى سكرتيرتى أن هناك اتصالات كثيرة من الأستاذ مجدى ويؤكد أنه ينتظر الاتصال به ضرورى وأخبرتها بأننى لست موجود لتلك الاتصالات منه وجلست أفكر فى بدائل وهل سأعتذر عن المشروع كما قررت فى لحظة هياجى هذا الصباح وتأتى مكالمة من رقم غريب غير مدرج باسم عندى أتعرف عليه بمجرد سماعى لتلك الألوووو منها وكأنها تسحبها من جب عميق وتلك المرة الثانية ولكنى وأشعر أننى ولا أستمع الا لها وتخبرنى أن شريكى حضر واجتمع مع مجدى بعد رفضى وهناك العديد من الأمور لا يجب أن تهملها ولو فى الإمكان أن نلتقى لتشرح لى ولماذا هى تفعل هذا وربما كان هذا خيانة المكان الذى تعمل به بنقل أسرارة ولكنها وبعد تفكير وربط لأحداث عايشتها منذ أسبوع فى تلك الحوارات اليومية والكثير منها عبر الهواتف بين مجدى وبين الشريك وما حدث اليوم منى فى انفعالاتى تؤكد لها أن من حقى معرفة بعض التفاصيل وأن هذا ليس خيانة منها لمكان العمل وأنها ستنتهى من العمل فى الخامسة مساءا فماذا تريد
والحق أقول أن نصف كلامها أضاع منى عقلى ليس من الاتفاقات الخبيثة التى تقول عنها ولكن من التعومة فى اختيار الألفاظ وقلت وكأنها تسحبها من عمق عميق لجب لم يتم اكتشافه بعد وليس له قرار
ما كل هذا الهذيان ونصف الحروف وأكثر تخرج من عمق حلقها وكأنها الأن ان لم تكن مستيقظة من النوم فمؤكد تقاوم النوم ألا يغلبها
أحقا هى رقيقة كما أشعر فى كلماتها أم تتصنع الرقة لا أدرى
واتفقنا على اللقاء فى الخامسة والنصف فى واحة الفرعون بنهاية شارع الهرم والقريب من بيتها وفى اللقاء أخبرتنى بأنها تعمل فى الشركة منذ ثلاث أعوام ونادرا ما يأتى صاحب الشركة وهى لا تعلم شيئا عن مجالات الشركة اللهم أنهم يقومون باستيراد أجهزة طبية فى تخصصات الأسنان ولا تعلم ما دخل هذا فى نشاط المقاولات الذى يقتحمها مجدى منذ تواجد بالشركة يوميا ولا تنتهى حواراته التليفونية وحتى بدأ شريكى يأتى يوميا لعقد تلك الصفقة وأنها لا تستطيع السكوت بعد افادة مجدى لها فى احد المرات أن رزق الهبل على المجانين ويعنى هذا الكلام بأنك وشريكك من هؤلاء المجانين وقالت وليس معنى الهياج الذى حدث منك اليوم أمامى أنك مجنون بل تأكد لى أنك العاقل الذى قد يضيره اللعب مع هؤلاء المجانين وأنها أخطرت صاحب الشركة بعد وفاة الدتها برغبتها فى ترك العمل وبخاصة وأنه لا يوجد لها عمل تقوم به سوى الرد أحيانا على بعض الإتصالات أن وجدت
ومن أجل هذا كان قرارها بأن تحذرنى ولا تعلم لماذا ربما هو وازع من ضمير ان تحاول منع الضرر على من لا ذنب لهم وتعتبرنى كذلك وتغفر لى تجاوزاتى فى الصباح بل تؤكد وتلك التجاوزات كانت السبب فى مصارحتك والله على ما أقول شهيد وانتهت من كلامها
وتفرق كتير لها تكملة وخطئى الوحيد أننى لم أستمع الى الأغنية التى أهدتنى إياها وأقصد لم أفهم الأغنية رغم العديد من مرات السماع ولو فهمتها يومها لتبدلت أشياء
وشكرتها كثيرا وقدمت اليها التعازى فى والدتها ولم تنتهى دموعها حتى تلونت المقل بلون الورد مع اللون البنى لعياناها الحزينة
ولها كل التقدير حيثما تكون وأينما كانت وللمواقف معها بقية ستكون وتأت تباعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.