الجمعة، 5 أغسطس 2016

لا شيء يكفي


كم كان يكفي أن أراك في طريق الليل تمتطي حصان الخمائل كالرمح يلاحق أطيافي
كإكليل الندى على سنبلة المروج وكأول غيث للمطر تلوح للريح بهجة  في الإرتحال

كم كان يكفي أن تعود في رائحتي كزهر القرنفل
كعصفور أتى من شجر اللهفة لتنام في فضاء امتدادي
خذني من أعذاري ومنفاي كي أرى حكمة  عينيك في قوانين الجذب
كالمستحيل أهبط  بك
ستراني كالنهار الذى استفاق من حلم  كثيف تحج في فجر العصور
تنام في نار الغناء وتسهر مع قطرة حنين
كيف لا والقلب علمني قوانين المد في جموح الجسد

كم كان يكفي أن تدور مقاعد الزمن ونار اللهفة متوهجة في زرقة الروح

كم كان يكفي أن تـضمر الطرقات بين صباحين ويذبل الحرف بالصخب إن جئت
أضئني كشمعة في بيت عتيق
أوقد همزة  عمري في هذيان الشموع
فلا شيء يكفي
تعال كالوحشة الأولى
ككلمة  ماء  تذوب   في ليل رذاذ النعاس
لا تترك عاصفتي كالعويل بين خريفين فهذا تاريخ الليل يعود وكم تعبت أسافر في صراخي
فما زال عشب توغلي يبحث عن قنطرة  ماء ولكم كنت المستديم في عراك المصابيح
تقف على شباك صبابتي كنجمة فجر متوهجا  كالنار

يا عهد الماء
اشرب ما شئت من رحيق الهوى لتفيض
كيف لا تستهدي وجودي وأنت بالآفاق تبصرني كمصباح
كنت أطوي زحام  أعوامى اجر اللحظة
وأغفو بظلالي وجدائل الندى تصرخ في صمت مراياي
عدت من كل مواعيد الدنيا تقرأ زمني
وأعماقي
مثل النوارس تحلق وتهمس

ألف شتاء مر في خلايا  ثورتي
تبصرتـك في وجودي الأزلي صحوة جنون وهذا الليل أعمى
مقاعدنا هنا في البر الأسود تصمت فوق شحوب الأمكنة
طاولة الغفلة ما نسيت مقلتـك
حدودي ضيقة فمتى تودعني لديك
مطفأة دروب الليل تنام على شرفة متعبة خلفها أزمنة تجري نحوي
تعال برمشة عين فقد ضاق بوحي فأدركني
موعدنا عند نجمة السماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.