الخميس، 4 أغسطس 2016

إنهم عائدون


أيها الجرح
هم عائدون من بعد الضياع يحملون أرض الأسى وزفير تراب الطرقات
عائدون كالتتار من فضاء الجنائز
عائمون بتعاويذ الموت
يتنفسون أشواك القهر من ضمير الأحياء
عالقون كثوب الخطيئة بقافلة الغرباء ومسامير الأرض وصوان الصحراء
لم يتأخرون عن الموت
ساجدون تحت غيوم الحزن أمام جماجم أباطرة الليل
أيها الأموات
أجسادكم مناديل بيضاء تحت هجع التراب رابضة فوق سقف الأنين
ينقصني الحياء لأحدق بأسمائكم
ينقصني رأس  لأعانق وجوهكم
ينقصني جنون لأتشبث بالصحو المفقود
لكن قلبي المشوه  تشرنق بحانات العازفين  بأفاق الجائعين منكم
هذه رعشة الحريق لقمر واحد وآلاف الجثث
لمضارب أوتادها سيوف
لعظام عصافير ممرغة بالدم وجماجم خيول عاديات بالبرق
يا شجر الجفاف الصامت بأضرحة اليتم
إنهم عائدون
من فوق خبابا الرصاص
من غابات الزيتون المقدس
من فوق شظايا الأرق المحاصر
لا تموت الكلمات بعيون طفل الثأر
كن جناحي أيها القمر لأتهجد بالليل وأرفع صلاتي بين أضلاعي
وانحني لأقبل قميص الشهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.