أيها الجرح
هم عائدون من بعد الضياع يحملون أرض الأسى وزفير تراب الطرقات
عائدون كالتتار من فضاء الجنائز
عائمون بتعاويذ الموت
يتنفسون أشواك القهر من ضمير الأحياء
عالقون كثوب الخطيئة بقافلة الغرباء ومسامير الأرض وصوان الصحراء
لم يتأخرون عن الموت
ساجدون تحت غيوم الحزن أمام جماجم أباطرة الليل
أيها الأموات
أجسادكم مناديل بيضاء تحت هجع التراب رابضة فوق سقف الأنين
ينقصني الحياء لأحدق بأسمائكم
ينقصني رأس لأعانق وجوهكم
ينقصني جنون لأتشبث بالصحو المفقود
لكن قلبي المشوه تشرنق بحانات العازفين بأفاق الجائعين منكم
هذه رعشة الحريق لقمر واحد وآلاف الجثث
لمضارب أوتادها سيوف
لعظام عصافير ممرغة بالدم وجماجم خيول عاديات بالبرق
يا شجر الجفاف الصامت بأضرحة اليتم
إنهم عائدون
من فوق خبابا الرصاص
من غابات الزيتون المقدس
من فوق شظايا الأرق المحاصر
لا تموت الكلمات بعيون طفل الثأر
كن جناحي أيها القمر لأتهجد بالليل وأرفع صلاتي بين أضلاعي
وانحني لأقبل قميص الشهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.