أدخل ماء الحلم من باب الجوع وأدبغ جلد الجرح
لا تسلني عن كآبة وجهي وعن وقت يعود بالأمس مع الطير
فبعضي يهاجر
وبعضى يهجر بعضى
أنا البرودة في نعش الثلج وتجاعيد لذاكرة عمياء
لا تسلني وتخترق بالرؤيا حصار جوعي
قد كنت جسدا من نار في عمرالدهر
أعصر النهار من رائحة الملح فلا تبعد وجهك عني لأكون البحر في موج الغيب
عاقر اسكن ملح الجوع أمشي بأغنية وقامات حزينة
أمر كالنهر لا يملك ضفته وطالما عاركت حواف قدمي تحت ركام التراب
منذ رحيلي وأنا مشكاة ألم
شراع يابس في حقل ماء
يدي منسية تبذر قمحا على موائد الريح
يمر الأمس وأنا روح تغني
لا تقرأ حنجرتى المشقوقة نصفين تصرخ وتتقلص في دمع يرشح فقدا
أتيت من جرح النار كالفعل المستتر من خمسين شتاءا في مرتع الريح متصل بالضوء
وهنا عتمة ظلي ضاعت الشوارع في خطى الذاهبين
وأشرقت شمس العتمة
عبرت وسرقت دم القلب
لو عاش الصبا في عمر اللوز لكان شوق الروح غيمة
بدلت غصني الأخضر وأصبحت في اللون حجرا
رفضت العودة مع قطعان الذئاب المنذورة إلى الطوفان
جلست على مقاعد الرماد أسامر ألف عام
أدرك أني مع أحفاد القدرأعود كما عجوز هرم يجمع أعشاش الهواء
يسكت العجز في شريط الندى ويمسنى تعب
لو مر الأمس في صدر الهواء حفيفا لرقصت مقامات الليل في رئة البحر
فلا تغادرني في زمان البنج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.