السبت، 6 أغسطس 2016

زمان البنج

وأراني من فجوة  الرأس بركان غبار في صقيع  لزج ارفع حضوري من المدن الزرقاء  ومملكة الوهم
أدخل ماء  الحلم من باب الجوع  وأدبغ جلد الجرح
لا تسلني عن كآبة وجهي وعن وقت يعود بالأمس مع الطير
فبعضي يهاجر
وبعضى يهجر بعضى

أنا البرودة  في  نعش الثلج وتجاعيد لذاكرة  عمياء
لا تسلني وتخترق بالرؤيا حصار جوعي
قد كنت جسدا من نار في عمرالدهر
أعصر النهار من رائحة  الملح  فلا  تبعد وجهك عني لأكون البحر في موج  الغيب
عاقر اسكن ملح الجوع أمشي بأغنية  وقامات حزينة
أمر كالنهر لا يملك ضفته  وطالما عاركت حواف قدمي تحت ركام التراب

منذ رحيلي  وأنا مشكاة  ألم
شراع يابس في حقل ماء
يدي منسية  تبذر قمحا على موائد الريح
يمر الأمس وأنا روح تغني
لا تقرأ حنجرتى المشقوقة نصفين تصرخ وتتقلص في دمع يرشح فقدا
أتيت من جرح  النار كالفعل المستتر من خمسين شتاءا في مرتع الريح متصل بالضوء
وهنا عتمة ظلي ضاعت الشوارع في خطى الذاهبين
وأشرقت شمس العتمة
عبرت وسرقت دم القلب
لو عاش الصبا في عمر اللوز لكان شوق الروح غيمة
بدلت غصني الأخضر وأصبحت في اللون حجرا
رفضت العودة مع قطعان الذئاب المنذورة إلى الطوفان
جلست على مقاعد الرماد أسامر ألف عام
أدرك أني مع أحفاد القدرأعود كما عجوز هرم يجمع أعشاش الهواء
يسكت العجز في شريط الندى ويمسنى تعب

لو مر الأمس في صدر الهواء حفيفا لرقصت مقامات الليل في رئة البحر
فلا تغادرني في زمان البنج
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.