عندما يتحدثون عن الحياة دائما يعرفون ما يقال
يعرفون كيف يجب أن يعيش الإنسان وكيف عليه أن يتصرف بشكل جيد ولائق
ولكن لا أحد يمارس فعلا ما يعتقد بأنه صحيح وواجب عندما يأتي الدور على الممارسة يجد الكثير دائما أعذارا لأنفسهم لعدم تطبيق مايقولونه
مثلا يتحدث المرء عن حقه في اختيار شريك الحياة وعن فائدة الطعام الصحي والجسد السليم وعن النجاح في العمل وعن أخلاقيات التعامل ولكنه لا يمارس أي من ذلك إنه يبدأ بعد ذلك بإقناع نفسه والآخرين بأن مايحدث له كان بسبب ظروف وأسباب استثنائية لا مفر منها في نظره
يتحدث عن عادات للأكل غير مفيدة لا يمكنه فعل شيء حيالها أو عن تقاليد للتعامل كان قد تربى عليها ولا يستطيع تغيرها أو عن طاعة الوالدين التي تمنعه من أن يقول رأيه في شريكة الحياة التي اختاروها له وهكذا وهذا مثال على تهاون الإنسان بحياته وبما يؤمن به
ومن يتهاون فله تحمل تبعات ذلك وحده
المهم لنا أن نقاتل من أجل الأفكار التي نؤمن بها حتى نعيش الحياة أو بعضا من حياة نختارها لأنفسنا
علينا فعل كل مايجب علينا فعله لتحقيق ذلك
وسنتعثر كثيرا وسيسخر منا ولكن يكفي المرء بأنه يجاهد في حياة يختارها لنفسه بدل أن يركن لحياة اختارها له آخرون