الأربعاء، 31 أغسطس 2016

من يتهاون


عندما يتحدثون عن الحياة  دائما يعرفون ما يقال

يعرفون كيف يجب أن يعيش الإنسان وكيف عليه أن يتصرف بشكل جيد ولائق
ولكن لا أحد يمارس فعلا ما يعتقد بأنه صحيح  وواجب عندما يأتي الدور على الممارسة  يجد الكثير دائما أعذارا  لأنفسهم لعدم  تطبيق  مايقولونه
مثلا  يتحدث المرء عن حقه في اختيار شريك الحياة وعن فائدة الطعام الصحي والجسد السليم  وعن النجاح  في العمل وعن أخلاقيات التعامل ولكنه لا يمارس أي من ذلك إنه يبدأ بعد ذلك بإقناع نفسه والآخرين بأن مايحدث له كان بسبب ظروف وأسباب استثنائية لا مفر منها في نظره
يتحدث عن عادات للأكل غير مفيدة لا يمكنه فعل شيء حيالها  أو عن تقاليد للتعامل كان قد تربى عليها ولا يستطيع تغيرها  أو عن طاعة الوالدين التي تمنعه من أن يقول رأيه في شريكة الحياة التي اختاروها له وهكذا وهذا مثال على تهاون الإنسان بحياته وبما يؤمن به
ومن يتهاون فله تحمل تبعات ذلك وحده
المهم لنا أن نقاتل من أجل الأفكار التي نؤمن بها حتى نعيش الحياة  أو بعضا من حياة نختارها لأنفسنا
علينا فعل كل مايجب علينا فعله لتحقيق ذلك
وسنتعثر كثيرا وسيسخر منا ولكن يكفي المرء بأنه يجاهد في حياة يختارها لنفسه بدل أن يركن لحياة  اختارها له آخرون

الاثنين، 22 أغسطس 2016

دون جدوى

أغلق صفحات كتاب الريح وأمد رحيلي تجاه الأرض كلها
أنقب في طيات ذاكرتي عن أسطر علني أبرأ
دون جدوى والأحلام  والذكريات تحيا ما بين حضورالغياب وغياب الحضور
أجد بقايا أحلامى فرطتها الأيام ونثرتها فى الصحارى الممتدة عبر كيان الإسلام  والعدل
دع  فايروسات الغباء جانبا
دعنا نستكشف منحنيات الطرقات
تمتع فجمال منحنيات الحياة منثور بطول الطريق
ضحكة وحيدة تكفى لتنير المضيق
دمعة وحيدة تكفى لفهم السعادة
عجائب فن الحياة كما يجب ان تعايش بالضرورة
ابتهج في كل ألغازها
وعندما الطريق تنتهي تمنى جمال الحب الحقيقي
حب مثل أي حلم وقلب يتألم لك
تعلم من آمالك وابتسامتك ورأيك وصوتك الجميل وعيونك  وشعرك
وقدرتك ومشاعرك تتجاوز أطنانا من الكلمات
 

الجمعة، 19 أغسطس 2016

فتافيت الحروف


سأترك عالم الصناديق العتيقة  فلم تعد تحوي غير رائحة العفن
 أحفظ  أسرار أوراقى  بينى وبين السطور
أدفن أمنياتى  والفرح فيها  ومن يجيد لغة المطر لا يكسره  الجفاف
لست من التائهين ولا من الغافلين
فقط كشفت خفايا روحى  وأكتب على الورق
حيث يعشق فؤادى  ويتدلى حبيبات عشق
تائه  ولا بوح يشبعني
ولا ترويني القصائد والرشفات تنبض بأوتار الأنفاس
فمتى ألوذ من الاشتياق
أطوف سجودا على أيقاع الحب  كي أعود إلى منتصف الحديث
صعودا ونزولا  وحيث الشوق عبادة العاشقين
والروح هائمة داخل محراب الحنين وحيث الضوء مسكنه داخل ليل الحالمين
و حديث الصباح والكلام المباح  وعلاقتي التي ارتبطت على هامش الفنجان
والقراءات الطويلة تأكل ضوء السطور
لتبقى بمنتصف الكلمات بعض  فتافيت الحروف
همسات باردة من صقيع دفين
لذة الحالم  والمشتهي والموت اللذيذ يترنح بين قوافي الأعماق
تجف رقصات الدورب وأمضى الى مدافن الشوق

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

كن مع الله

بعض أوجاعنا لا يزيلها  دفء كلمات البعض ولا بلاغة اللغة  
خلقت لتقربنا إلى الله أكثر 
ونسجد 
ونستغفر
ولتخبرنا أن في القلب خلل لا يملك إصلاحه إلا الله
وأن لا أحد غير الله يمتلك المواساة 
كن مع الله 
يغنيك عما سواه

بلا قهر

انثروا الحب على  أطراف العمر لعل الأجيال في حجره من بعدنا تتربى
ضعوا بذور الإنسانية المخبأة على رفوف الذكريات في رحم الثرى
علها تنبت يوما عناقيد تتدلى أو قد تثمر فراشات ذات اجنحة لامعة تعاند الليل لتضيئ خطوات البائسين
علموا الأحلام كيف تينع لتشق كالفجر خيطا للمستحيل
وتنبت أشجارا أوراقها مضيئة كالقمر
لتحكي حكاية ليل خاصم السهر
ونام يوما بلا قهر
 

دوائر مغلقة


أنفاس حائرة
لمسات  تحمل الأسرار جميعا
أي شيء أراه اليوم في عينين غائبتين تهربان مني أم تهربان إلي
مساحات من الصمت تفصلنا  وأكاد لا أرى

يرقة جديدة استفاقت فى غيبوبة  الصمت  تفتح عينيها على شعاع  النور
في فضاء واسع  خارج حدود الزمان والمكان نلتقى
في وقت قيلولة الدنيا تستريح من عناء السفر
نمشى على أطراف أصابعنا
تسرقنا أحصنة الوقت
وجسر سري بيننا فى تواصل لا تفسير له
هو اقتراب بلا تفسير

موجع  أيها الصمت  ثقيل مثل قلقي
ترمينا في دوائر مغلقة


الأحد، 14 أغسطس 2016

أنشودة إيزيس


أنا أم الأشياء جميعا
سيدة العناصر وبادءة العوالم
حاكمة ما فى السماوات من فوق وما فى الجحيم من تحت
مركز القوة الربانية


أنا الحقيقة  الكامنة ورادة الآلهة والإلاهات
عندى يجتمعون فى شكل واحد وهيأة واحدة
بيدى أقدر أجرام السماء وريح البحر وصمت الحجيم
أعبد فى العالم بطرق شتى وتحت أسماء شتى
أما اسمى الحقيقى فهو إيزيس
به توجهوا لى بالدعاء


يوم أفنى كل ما خلقت
ستعود الأرض محيطا بلا نهاية كم كانت فى البدء
وحدى أنا سأبقى وأصير كما كنت قبلا
أبقى خفية عن الأفهام

الأحد، 7 أغسطس 2016

مفتاح الفرج

جارى البحث
الحمد لله 
حصلنا على  المفتاح وباقى الفرج

حد الوجع

كلماتك نوارس تـغنـي على ضفاف  البحر
شموس تحوم في الزرقة وتبتلع نيرانها بهدوء يفترس الجوع
لغة  تكلـم ذاتـها في البرزخ
وتتفرد في ثدي الأفكـار وفي حصاد  السنابل
مـن حد الوجع تأتى تمتـص العذابات من رأس الشيب
تتأمل قسوة الجبال وبأجنحة  متعبة تجهش بالطيران
يملؤها رخاء يتآتى بمعطف للصقيع مصقول بالحب

وحـيـدا كزهرة  تحيا فوق ضريح وتركض فتبعثر الكلمات
تدور مثل كرة الظنون في انحسار اليقين كريح تقف على رأس المسافة
خيالك  ألبـسك  وشاحا تنعس في عينيك الـمصابيح
ادفـعني أكثر بإيجاز كي أضطـرب قولا يا قلبا  غض الخفقات
 من يترجم حرف الماء بالماء
من يزرع الأبجديـة كالرصاص
من يـفسـر بريق الصوت ولمعان  الهواجس
من يجمع  حروف الكلمات فوق  صفيح الشمس
وأنت
تنام على  صخرة  الخجل في الطقوس  الباردة خلف مجاديف  العتمة

السبت، 6 أغسطس 2016

ربط مقصود


تحولنا كأشخاص ومجتمعات الى مسخ لا نظير له رغم كم من النظريات المثالية منشورة ومتوافرة عبر صفحاتنا وصفحات الأخرين فى مواقع التفاصل الإجتماعى كما يجب تسميتها وليس كما هو معروف عنها كتواصل وكأنه سباق الضاحية
وفى السباق نجد الدعاء ونجد الرياء ونجد الكذب كم يجب أن يكون والمثاليات دون أى أساس والصور تفقد المعنى والمواقف كنظريات تختلف عنها كمواقف واقعية والكلمة لا تعنى ولا تعى معناها وباختصار كل شيئ يفضحنا أمام الفضيلة الضائعة وتاهت وسط تراكم الجهل بالمعنى وحرمان السنين والخوف الدال عن عدم استدراك الايمان والعقيدة المضللة وفناجين الشاى والقهوة والنسكافية عاجزة ولا اعتدال للمزاج العام والخاص مادام البحث لا يزال عن الشيئ المفقود
وأمس وهو يحاول فتح الباب يقع طبق الملوخية منه على الأرض وطبعا ودون فلسفة - لما الملوخية تقع على الأرض النمل بيهيص - هذا ربط مقصود
ويعلوا صوت النمل ويرتفع سقف المطالب ويكون النداء لقد مللنا وسئمنا من الملوخية المسكوبة على الأرض وعبر الصفحات

زمان البنج

وأراني من فجوة  الرأس بركان غبار في صقيع  لزج ارفع حضوري من المدن الزرقاء  ومملكة الوهم
أدخل ماء  الحلم من باب الجوع  وأدبغ جلد الجرح
لا تسلني عن كآبة وجهي وعن وقت يعود بالأمس مع الطير
فبعضي يهاجر
وبعضى يهجر بعضى

أنا البرودة  في  نعش الثلج وتجاعيد لذاكرة  عمياء
لا تسلني وتخترق بالرؤيا حصار جوعي
قد كنت جسدا من نار في عمرالدهر
أعصر النهار من رائحة  الملح  فلا  تبعد وجهك عني لأكون البحر في موج  الغيب
عاقر اسكن ملح الجوع أمشي بأغنية  وقامات حزينة
أمر كالنهر لا يملك ضفته  وطالما عاركت حواف قدمي تحت ركام التراب

منذ رحيلي  وأنا مشكاة  ألم
شراع يابس في حقل ماء
يدي منسية  تبذر قمحا على موائد الريح
يمر الأمس وأنا روح تغني
لا تقرأ حنجرتى المشقوقة نصفين تصرخ وتتقلص في دمع يرشح فقدا
أتيت من جرح  النار كالفعل المستتر من خمسين شتاءا في مرتع الريح متصل بالضوء
وهنا عتمة ظلي ضاعت الشوارع في خطى الذاهبين
وأشرقت شمس العتمة
عبرت وسرقت دم القلب
لو عاش الصبا في عمر اللوز لكان شوق الروح غيمة
بدلت غصني الأخضر وأصبحت في اللون حجرا
رفضت العودة مع قطعان الذئاب المنذورة إلى الطوفان
جلست على مقاعد الرماد أسامر ألف عام
أدرك أني مع أحفاد القدرأعود كما عجوز هرم يجمع أعشاش الهواء
يسكت العجز في شريط الندى ويمسنى تعب

لو مر الأمس في صدر الهواء حفيفا لرقصت مقامات الليل في رئة البحر
فلا تغادرني في زمان البنج
 

قد انتهيت

سأموت بوهج الحياة وأدفن بعيون الغرباء
قد أتسلل قليلا بالأسفار المتآكلة وأنثر بين أعشاب السراب غبارا وأخشع لطبول الموت القادم
قد اسرق رطوبة الكلام من زجاج اللعنة  فما زال عندى قلب وبوح وخرس الطرقات
ولطالما ارتضيت أن أطيع حبر دمي وأهرب بالغدد الدامعة
اروي أوراقي بالتعب وأكفن الضوء في وجه النواميس
أنسج ثوب صمتي بلغة خرساء
ليس لي غير تفاصيل الظن الأحدب فلماذا يا جبل التوبة ترتعش سائحا بالعبور
سأفتش عن عيني التي تورطت بك وعن إنحداراتي لأجد مجرات الزمن تتصارع
سأبلل شفتي برضاب الضجر وأضاجع أريكةَ الغياب وأكتبك بحبر كفيف
تحتضر صحائف الروح تذبل خطوط العين بأرق الليل فلماذا تركتني كماء البحر
زحام كلماتك شدو طائر مخنوق بين فراغين
لم تدرك  في الوقوع تبصري وفي البقية الهشة رحلت بموتك
ماذا سأجني منك غير الاختفاء
كيف لي أن أخبئ الوميض بسر أوراقي ما كدت لأفيق  بعد ميتتي الأخيرة
ومن يطلب الغفران لي وأنا أتوسد كف الهجير
ألقيت الظمأ الناري بأورام الحب وتحولت أشلاءا بمحار الكهوف
نبيذا من الوهم تقطر بعيني ومضاجع الحزن تنزف وراء المناديل
كيف لي أن البس ورد الشوك وكوني فيك آخر الليل طليق
يا عشب الصمت النائم بموكب الملائكة
قد انتهيت

الجمعة، 5 أغسطس 2016

لا شيء يكفي


كم كان يكفي أن أراك في طريق الليل تمتطي حصان الخمائل كالرمح يلاحق أطيافي
كإكليل الندى على سنبلة المروج وكأول غيث للمطر تلوح للريح بهجة  في الإرتحال

كم كان يكفي أن تعود في رائحتي كزهر القرنفل
كعصفور أتى من شجر اللهفة لتنام في فضاء امتدادي
خذني من أعذاري ومنفاي كي أرى حكمة  عينيك في قوانين الجذب
كالمستحيل أهبط  بك
ستراني كالنهار الذى استفاق من حلم  كثيف تحج في فجر العصور
تنام في نار الغناء وتسهر مع قطرة حنين
كيف لا والقلب علمني قوانين المد في جموح الجسد

كم كان يكفي أن تدور مقاعد الزمن ونار اللهفة متوهجة في زرقة الروح

كم كان يكفي أن تـضمر الطرقات بين صباحين ويذبل الحرف بالصخب إن جئت
أضئني كشمعة في بيت عتيق
أوقد همزة  عمري في هذيان الشموع
فلا شيء يكفي
تعال كالوحشة الأولى
ككلمة  ماء  تذوب   في ليل رذاذ النعاس
لا تترك عاصفتي كالعويل بين خريفين فهذا تاريخ الليل يعود وكم تعبت أسافر في صراخي
فما زال عشب توغلي يبحث عن قنطرة  ماء ولكم كنت المستديم في عراك المصابيح
تقف على شباك صبابتي كنجمة فجر متوهجا  كالنار

يا عهد الماء
اشرب ما شئت من رحيق الهوى لتفيض
كيف لا تستهدي وجودي وأنت بالآفاق تبصرني كمصباح
كنت أطوي زحام  أعوامى اجر اللحظة
وأغفو بظلالي وجدائل الندى تصرخ في صمت مراياي
عدت من كل مواعيد الدنيا تقرأ زمني
وأعماقي
مثل النوارس تحلق وتهمس

ألف شتاء مر في خلايا  ثورتي
تبصرتـك في وجودي الأزلي صحوة جنون وهذا الليل أعمى
مقاعدنا هنا في البر الأسود تصمت فوق شحوب الأمكنة
طاولة الغفلة ما نسيت مقلتـك
حدودي ضيقة فمتى تودعني لديك
مطفأة دروب الليل تنام على شرفة متعبة خلفها أزمنة تجري نحوي
تعال برمشة عين فقد ضاق بوحي فأدركني
موعدنا عند نجمة السماء

الخميس، 4 أغسطس 2016

إنهم عائدون


أيها الجرح
هم عائدون من بعد الضياع يحملون أرض الأسى وزفير تراب الطرقات
عائدون كالتتار من فضاء الجنائز
عائمون بتعاويذ الموت
يتنفسون أشواك القهر من ضمير الأحياء
عالقون كثوب الخطيئة بقافلة الغرباء ومسامير الأرض وصوان الصحراء
لم يتأخرون عن الموت
ساجدون تحت غيوم الحزن أمام جماجم أباطرة الليل
أيها الأموات
أجسادكم مناديل بيضاء تحت هجع التراب رابضة فوق سقف الأنين
ينقصني الحياء لأحدق بأسمائكم
ينقصني رأس  لأعانق وجوهكم
ينقصني جنون لأتشبث بالصحو المفقود
لكن قلبي المشوه  تشرنق بحانات العازفين  بأفاق الجائعين منكم
هذه رعشة الحريق لقمر واحد وآلاف الجثث
لمضارب أوتادها سيوف
لعظام عصافير ممرغة بالدم وجماجم خيول عاديات بالبرق
يا شجر الجفاف الصامت بأضرحة اليتم
إنهم عائدون
من فوق خبابا الرصاص
من غابات الزيتون المقدس
من فوق شظايا الأرق المحاصر
لا تموت الكلمات بعيون طفل الثأر
كن جناحي أيها القمر لأتهجد بالليل وأرفع صلاتي بين أضلاعي
وانحني لأقبل قميص الشهيد

قفص العزلة


أغواك الليل لتسقط عن كوكب الجنون وعن كتاب الشجن من غير زغب
كنت مصابا بي
بين أضلعي زرعت الوصايا الخائبات ترنمت بوحى عزائى
ما من أحد يفهم معناك المفتون أيها المضطجع فوق عويل زجاج
أمسيت ضجيجا تتآكل عظامك

لا مأوى لك

تتشبث بجدار القَهر
تلملم خطواتك من تراب عائم
فلماذا تلتهب يا هديل النايات ولا تطيق الهديل في كوكبي البري
حطب الأيام من تقاويم الهجر
سأشعله
ولن تعيش الحمائم بعدك في قفص العزلة

الأربعاء، 3 أغسطس 2016

عاصمةَ السراب


توأمان نموت في جثة المكان
بنصف رأس أنا وأنت
عابران في نعوش الذكرى ندندن فراغا في عيد الوداع الأخير
أنت وأنا محظوظان نبني عاصمةَ السراب كديدان الأسف

أنت البارع في توزيع المآتم
المزمن في فرط المشي على تراب المنايا
أطلقت يديك العاريتين الواشيتين تَطحن لبك وتبث ضغائنك
كنت ترى ضريحي كالدخان بعدما تعثرت بأسلاك قلاعي
علقت خرِيطة موتي على حائط الخطايا بمسمار الجحود
لأكون منحنية العزلة على كفن ضرير

وأنا المتواطئة ضدي أزرع رأسي في متحف الشظايا
أعزف المباهج فوق كأسي
لم أتغافل عن سماء التوبة وعن دمعة سالت فوق شفتي

أيها الناسك في التأبين
هذه المنارات تنجب نور الأبدية
فلا تتشدق في بياضي لتجني الحدقات القطنية
فمثلي لغة لا تصلح للهضم
وكفني وهج سفلي
يختنق شبح موتك في أول صرخة
إلى أبعد ما أكون لك



الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

افترقنا


في شقوق الزمن
افترقنا
حيث كانت الأزقة هياكل لأَوجاع دميمة
وحيث التعب بساطا حزينا
ونوافذنا  كفيفات دون قمر
والمدن في الليل تتوحم
هكذا شققنا طريق الغبار خائفين
نندس في حظائر
نفتح دفاتر العتم من زمن يمضي وحاضر يجيء
والمكان هنا والوجود هناك

لم نجد أحدا فوق مرايا الصفيح غير طائر الريح على غصن دميم
كلما مال الغصن استنشق دمنا
هكذا علق الغرباء زينتهم في شتاء الليل لتعود الأَبواب تتأملنا
تركنا الدفء في صوف معطفنا
تركنا النوافذ مسنة والقلب ما زال بعيدا
المطر يهطل  فلا تحدق في ماء الوجه

عالم النور


بعض الذكريات تتراقص خجلة لكونها لم تعرف الرقص يوما
وبعضها ينتقل من لحظة إلى أخرى
وبعضها يستنشق رحيق الماضي بطعم الحاضر
وتنتقل روحي الى اجواء سماوية لتخرج من القبر المظلم فى سجن الحياة
تنطلق الى افق آخر للحياة
إلى عالم النور
لأرى الطيور تعود الى أعشاشها والعصافير تنشد ألحانها
والأشياء المتحجرة الصماء قد تآكل بعضها
هناك فواصل بين الحياة والموت
أصبحت الحياة شمسا مشرقة وربيعا مستمرا دائما تتطاير  منه نسمات الحب
استقبل عمرا جديدا كأني استقبل عرسا من أعراس الجنة
لقد ذهبت السحابة السوداء
فرت كما لصوص آخر الليل
سأغمض عيني وأستغرق في حلمي
وكلما أستيقظ  أعود للحلم ولن أستيقظ منه ابدا


اغنية الوداع


يأخذنى الحزن بعيدا
يسرق دمعى وعذوبتى وعشقى وصوتى ولا يسكت اشباحه أبدا وتصرخ كل حين
أخبره اني لعنت الأيام وقلبي والطريق ولعنت كراهيتي وحقدي وحتى المستحيل
لا أجد سوى الظلال
وبين الظلال يسقط قلبي في هوة النسيان
ربما نلتقي
وربما لانلتقي
ربما تكون أحلامنا  فريسة للأيام والحزن يعزف نشيده المعهود
وتأتي الرياح  بالفرح الكاذب
والقلب يغني داخل القضبان اغنية الوداع

اخبرني كيف انقذ نفسي
وكيف استرجع مفاتيح قلبي بعدما ضاعت  في بحارمعتمه
قدري ان اعيش في حزن لا منفذ له
اسوار تحيط الجوانب وكل محاولات الهروب فاشلة
أيتها الأحزان
متى منى وعنى ترحلين