الجمعة، 25 أكتوبر 2013

أمنيتى



وجاء
وهبت العاصفة
وانحنى العشب
أفتح نافذتي لموجة هواء ربما مرت بموازتك وحملت شيئا من أنفاسك
هتفت باسمك
فانشقت السماء بومض لامع ورأيت النور يحاصرني
ولا أروع من طيف يجتاحني مع زفرات الليل فيملؤني وهجا
وخدرا
كنت اظن ان لدي يقين بكل ما أفعل
لكن كلمات مبهمة منى تربك حياتي وتعطل سيري وتهدم معبدي
أفكر
هل احب طفولتي وصباي وشبابي وربيعى وخريفى فلم اكره الشتاء
أفكر حتى في إيماناتي كلها
أقف امام نفسى ارتجف من الخجل وأتساءل كم مرة قد أحتمل الخذلان
كم مرة قد أصدمني
ومتى سأثور وأوقع عقدا بدمي
أفكر حتى أتعب وأكره
وأني لا أستسلم

وهناك في سماء بعيدة وبين الغيوم تملأ ليلتي
وأقضيها حبيسا للابد - أمنيتى - وقد تأت لتربت على كتفي


حين نختلى


حين نختلى
يأتنس كلانا بالآخر
وأحفظ في ذاكرتي نظراتى ونثرثر ولا ينتهي بيننا حديث
ونتذكر ما مر قبل تلك الحياة لكوننا نؤمن بتلاقي الأرواح وعودتها من جديد
منذ بداية الخلق وحتى نهاية الحياة
وأننا نعاقب في تلك المرحلة على أخطائنا في ألفية ماضية
وأننا بمزاج غجري فى تلك االقائمة
والقادمة
أسألني عن أحلامي وافتح صندوقي
وأني ارغب في بيت ريفي يمتد مع الشجر الاخضر ألمح منه النهر و السحاب
واني اتمنى ان اكتب لاخر يوم في عمري
وأن اموت وأنا أكتب لكونى لا أحتمل الحياه دون حروف
وأبتسم
وأنا أحاول فك تشابك شفراتى
وبلا تدفق لدماء

أسمعنى


كلماتي تعبر عن ذاتي استمع لصوتي وأستطيع أن أراني
أتأمل كلماتي وتنهداتي وأحاول الغوص في أعماقي
وإن لم أفعل فلن أعرفني
وكيف نبني جسورا بيننا وكيف نتواصل وكيف أقبلني كما أنا ولا كما صورني خيالى
لا أضعني في قالب من إبداعى
استمع
فلا جدوى من أن نتحدث في آن واحد عندما أحاورني
أشعر دائما بحبى
فالحياة ليست صراعا بيننا بل قد خلقنا لبعضنا
وأفتح قلبى وأعبر عما يجيش في صدرى وما يرضينى وما يغضبنى وما يحلو في عينى وما يحزننى منى
ولا أتوقع أن أكون منجما دون أن أسمعنى لأعزف أنشودة السماء
وأكمل معزوفتى وأسمعها
ولا أقول أننى يعرفني دون أن أسمعني


الخميس، 24 أكتوبر 2013

وتنتهي الحكاية

أتحسس جدران العالم وتبدو اكثر رفقا
ومحبة
أرجع للطفولة ليصبح عندي الكثير
أعود بالعمر لبداياته بصفاءه
وسذاجته
يتلون الكون وتغادرنى خيوط رمادية تخنقني
تمتلأ الحياة بالبهجة
أغمض عيني وأمشي
وأعرف أن هناك من يعتني بي
ويحميني
أرجع طفلا تغضبه الوحدة ونوبات إكتئابه الحادة فأصنع طلسما ضد الحزن
وأخترع لأجلي حكاياتى كل ليلة
و تبدأ الحكاية وتنتهي الحكاية
وتصبح أسطورتى كل ليلة
ويتداولها بشر


الجمعة، 18 أكتوبر 2013

ما كان




ولأننا فى زمن الفتنة الكبرى علينا - وتلتبس المواقف بقوة القانون المسيطر عليها ولو تعارضت مع استدراكات الأعراف - نقدم اعتذاراتنا وليست أعذارنا لأقلامنا
والتى قد لا نمتلك لها بديلا وبها تتجلى كل الحقائق وتنجلى كل الالتباسات حول مفاهيم المواقف
ويعود الينا الإنسان
ونجد من يفهم معنى الإنسان وإنسان المعنى
وهنا تتقلص كل الفتنة برغم أوهام صانعيها بوعى منهم أو بدون

وما كان كان
وليس فى الإمكان أبدع مما كان

==================

وأبدا لا يموت فينا الأمل ولا الوفاء

حتى وان متنا غيظا سواءا من ندرته فى الوجود أو كثرة المرادفات للمسمى فتلتبس علينا المعايير بالقياس الخاطئ وتصيبنا احباطات البحث أحيانا أو الحقائق أحيانا لكنه موجود وأزلى فى الوجود حتى ولو التبس المعنى على من يخلقون له بعضا من معايير القياس
وفى التطور الطبيعى للحياه تتطور بعض المفاهيم اما سلبا أو إيجابا
وهذا يعنى أن لا نترك مبادؤنا وأهدافنا مع هذا التطور رهينة فنصاب بخيبة أمل مرتين ونصبح فى منتهى الحكمة اذا لم نتخلى عن أهدافنا فى الدنيا
وكما هى الحياة دائما (( تجارة مع الخالق )) والخالق من أعطانا كل المقومات وفقط علينا استدراكها كى تربح تجارتنا ونكون فيها من اافائزين بفضل الله فيما وهبنا إياه

وأرجع لأقول وأبدا لا يموت فينا الأمل ولا الوفاء


كوكتيل ملل



أحيانا ما تنتابنا تلك اللحظات
وفيها قد يشملنا ملل ولا ندرى تحديدا أسبابا واضحة أو محددة وانما تكون خليطا من كل شيئ يحركه بعضا من الشعور بالحزن بأسبابه ودوافعه وتلك ليست مشكلة لكونها لحظات وتمر على أن تكون بدايتنا لمعرفة وتحديد مسارنا البديل لتعدى موجات الهياج الذهنى ويعكر علينا صفاء اللحظات
وتلك حالات صحية رغم شعورنا بالملل وبالألم اذا ما طوعناها الى التأمل فى جمال اللحظة بديلا عن التألم منها وفيها ومهما تكسرت أقلامنا ورحلت صفحات من أوراقنا وتبقى لنا الذكريات دافعا معينا لاكمال الرسالة وبها لن تكون تلك الذكريات كنهايات بل هى البدايات وكما فطرنا مع كل البدايات الجديدة يكمن كل الجمال الروحى لاكتمال الانسان فى تقديره لجمال اللحظة وبعدها تعود كل الكلمات التائة الى مواقعها الجديدة


وهم الحروف


الحروف ليست متشابهة
ودائما هكذا هى كل الحروف
ولا تتوقف على ترتيبها للدلالة على المعنى رغم درجات الاتقان بها أحيانا لكونها تكون بتأثير المعنى المتعايش لها ودرجات الاحساس بوضع وترتيب الأحرف لتكوين الكلمات وترتيب المعنى

وهنا تكون المهمة وقد اكتملت ولو لم تفهم معانى الترتيب وما بها من درجات الاحساس ولا يجب علينا ان نتحمل وزرا لمن لم تصلهم دلالات من دوافعهم
ووهم الحروف التائهة لن تجد لها مكانا وسط الكلمات

والعكس دائما يكون


فمن وجهة نظركم من يعبر افضل القلم ام اللسان
والسؤال يفرض الاجابة من البدائل الموجودة - القلم ام اللسان - ومن وجهة نظرى ان القلم أو اللسان ما هى الا أدوات يحركها الإحساس وهنا يكون المعيار المحرك ويقدر امكانياتة بناءا على مقومات وعليها يستخدم تلك الأدوات ومنها القلم أحيانا أو اللسان أحيانا حتى يقتنع انه اوصل ما يبغى بواسائله وربما ليست تلك هى كل الوسائل وينضم اليها العديد وتحكم كل تلك الأدوات وكذلك محركها الاحساس معايير لا حصر لها من درجات متفاوتة من الاحساس والقياسات حتى تصبح وسليلتنا أكثر فاعلية ودقة فى الوصول الى اهداف محدد وربما غير محددة
ومنا من يجيد استخدام القلم لنقل الاستدراك ومنا من يعجز عن ذلك فيلجأ الى الكلام
والعكس دائما يكون


ولا ندرى

علامات استفهام متعددة تعطى احساس الإنزلاق فى مساحات من رمال متحركة ولا يجب الاستمرار فيها بل ضرورة التوقف والعودة الى نقطة بداية أكثر صلابة وأكثر تماسكا من تلك المتحركة من عمق لون الرماد الى عمق لون السواد

وقد نجد فى حياتنا من يعبر عن بعض ما نشعر به أو منه نعانى ولو بنسبة وليس مهما وكم تكون والمهم أن نعلم أن الأحزان قد تتشابه وتختلف وكذلك الأحلام والأهداف وكل الأشياء متشابهة وتختلف عندنا وعند الآخرين بدرجات المعايشة لها أو المعاناة منها

وقد تختلط المفاهيم وبعد التخلص من وجود الشك تعود وتصبح أكثر وضوحا
وهكذا هى مفاهيم البعض منا لا تحب الألوان الرمادية ولا تحب درجاتها

وقد لا يتعدى الحال عن توارد الأفكار لحقب متشابهة التركيب والتأثر بعدما اختلفت واختلت الأزمنة بالانحدار والبعد عن الجمال الروحى فى كل أمور الحياة وهنا يكون العقل محيرا من بعض هذا التوارد لبعض الأفكار رغم كونها من رحم واحد
ولا ندرى

من الذكريات



نوعان من الذكريات وكلاهما مشروع
ان تكون ذكرياتنا هى السجن لنا ونحن المساجين أو تكون هى السجينة ونحن السجانين
لكونها ذكريات وليست لكونها أحلام أو آمال

ولأننا عشنا تلك الذكريات سواءا كمساجين أو سجانين بعبق التجربة فيها ولها وبحلاوة اللحظة لها ومنها وبمرارة الحزن أحيانا لفقد بعض مصادرها وفقد بعض الأحلام وترتبت عليها مواقف جديدة وربما أوضاع ما كانت لتكون وارتبطت بنا كذكريات
وتلك الذكريات هى من اصول أملاكنا فى الدنيا ونملك بها الدنيا فى أى حالة لها وفقط نستطيع سواءا كنا لها مساجين أن نتحرر بالقدر الكافى منها بتأملات أخرى فى ابداعات الخالق أو بتحرير ما يلزم منها لانقضاء فترتة فى السجن لدينا وحتى يكون العدل الذى نبغيه بأن نطلق الصراح بشروط المواءمة للأوضاع ولتكون كرسالات لمن سيكون ربما تعلم منها من سيقرءوننا فى رسالات ذكرياتنا
وأقصد من الضرورى أن نتحرر من بعض الذكريات أو نطلق الحرية لبعضها بعد تواءم أوضاعها فى أى شكل نراه وبأى طريقة نراها مناسبة


الفراغ العاطفى


عنوان عريض لما تعانيه المجتمعات العربية
وينجم عن مفاهيم واستدركات مجتمعاتنا وأغلبها مغلوطة الفهم والاستدراك منذ عهود طويلة ومن تلك الوصاية المفروضة ان لم يكن من رجال الدين فمن أعراف فى طريقة التربية وتستكمل المهزلة فى التعليم وتستوفى فى الجرى وراء لقمة العيش
وهنا اما أن تضلل الحقائق باسم العقيدة أو تغيب العقول وتلتهى باسم الجهل ولقمة العيش فماذا يتبقى لكى نستدرك أن العاطفة من مقومات النفس البشرية ولا ندرى عنها شيئا برغم كونها غذاء الأرواح كما الطعام غذاء الأجساد ولقد تعودنا أن نستغنى عن الكثير من الضروريات كالحرية فلا مانع ان تغيب عنا تعاريف أخرى
انه خواء عاطفى نعيشه وسنظل فيه حتى تحدث الثورة الفكرية
فنعلم


الأحد، 13 أكتوبر 2013

أرض المتاهة



على طعن الزمان هدمني النوم جبلا
أأبى السقوط
وأدع الثواني تستلقي دون أرق
أحاور اجتياح الامجاز
تسقط على حاشية حروفي شذرات لتتناسل أضرحتنا في عنق المشيئة
يكابدنا صمت الجسارة كجيوب رغبة مخنوقة تتوارى خلف بئر الغيث البائد
وأرق وباء العشق يطرحني رضاب في مفترقات الروح
ألملم نفسى المنتشرة فى هذيان
أطبع القبلة باردة ثم أغني نواحى
لينهض ظل الروح وترقد بسلام ثراي
أي عشق هذا
يذبحني ليحييني
أنتشي نخب موت بطيىء
أترنح بين مقابري
كيف الأموات تكوى لتستوي أرض المتاهة
تحجب عني ضباب الضوء المنكسر على مرايا الروح
وعندما يتدرج رياء الصبح أصقلني من هواجس الليل المنقضي
بصلاة اكتملت في غار حلم متهدل على أهدابي المرهقة
فأغفو حلما يبحث عنك
في عمر الزمان

جرح التألم



طوقتني ممالك الوحشة بزئير الصمت ويلعن صرخته المذبوحة على قدر شارد في عيوني
ينطقني تناوب الأنات ترياقا لاحتضار واقعي
ضلت مفاتيحي فحيح الروح وضللتني الأبواب
يمضغني الوقت بأسنان نهمة فأهضمها مضضا
ولا يغص التراب ابدا
سأعتق طيوري لسجن السماء تغرد لوعة اشتياق تسيل في جسد يعارك البقاء
حتى باتت النفس رقعة تغطي قلب الفاجعة
خدر يحرك حواسي كلما نامت
تدقها طبول
تنصبها وثنا يصلي الخشوع لنوم سرمدي
تزلزلني بيقظة موت في بحور الشعر قطرتها الأخيرة
هل لي أن أصدق عودة يكسوها وجع متخبط
أم أني أسجد لموت الروح
وأنت تشد الأعماق بصدق يضيء النور
ويلي من التعب الذي أتعبني
ومن حيرة أبصرتني في سواد النسيان
أيها الوجع البعيد أقترب لتقطف وتزرع مني ما تشاء
فكل عقاقير الهوى ساقطة
في جرح التألم


الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

أين تكون


أيها العابرون
اسقطوا قطرة آخرى من الحزن لن تخيفني
فالحياة حقيقة
والموت حقيقة يتجدد بها العابرون ولا خوف في ظلمات العبور
أطفئوا الضوء
علقوا العتمة نياشين
أضحكوا ملء الجروح
هللوا لحيض الجنون
هاهي تجهضني الحروف وتهجيني
وفى مسائي بذاكرة متعبة ترفرف الظنون
تتصاعد في دمي لهفة للغروب
وتقتفي رئتي تعاريج المذبوح

أمل واحد يجرني فوق خط اللوعة
أقامر بركبة الركوع في كسر السجود لتكتشفني فصيلة الموت بمجهر ضلالة الروح
كم من الأحجار غرستها في فم التثاؤب لأعيد عقارب الساعات أشواك غبطة تكابر وحشة الغياب
أبيت في غبار الرعب
أغافل الريح ليمر السحر بالمطر
هى انهار الوقت تقطع أوصال الحلم
تبني قبورا لأعشاش الطريق من حيث ولا نعلم
نقطة ألم تراوح مشيئة حب طافية
تقسم العبث بمصيرك المرهون

وأميرة البنفسج أين تكون


الاثنين، 7 أكتوبر 2013

الظروف


حتى لو أخذتنا الظروف وأبعدتنا يكون العذر معنا فى تفاصيل يقرها ويقدرها من نخاف على مشاعرهم حتى لا يتأثروا منها أو فيها ومؤكد ان وجود الظروف وتقديرها ينبع من مقدار الثقة ولا نملك غيرها فى تلك الوسائل التى ترشدنا الى من هم كانوا مثل ماكنا نريد لهم أن يكونوا حتى يكون لنا ما نريد منهم أن يكونوا وتحكمنا ظروفهم أحيانا وظروفنا أحيانا

وهكذا هى الحياة
مقدرات محكومة بتواقيت تيسرها ما يسمى ظروف
وأقول تيسرها ولاأقول تعرقلها أو تحكمها


صرخة نملة


صرخة نملة اسم لفيلم مصرى جميل ومتكامل فى كل عناصره ويحكى عن لقطات متعددة ويشدنى دائما التعايش مع أحداث الفيلم

وكنت قد وجدت تلك الصورة وقمت بتحميلها والاحتفاظ بها منذ مدة
واليوم أوحت لى بالكثير جدا من الأشياء التى مرت وبعضها تخيلت أن تمر بى مع تلك الأحاسيس الرقيقة لهذا المخلوق العجيب وكلنا يعرف الكثير عنه وليس هذا موضوعى بل اركز الأن فى نقل ما أريد ولو كان متفرقا فى أحداثة وليس مرتبا ترتيبا زمنيا وكل ما عندى وأتذكرة انه عشق منى لهذا المخلوق الرائع وبدأت التأمل فى تلك الصورة

لا أنكر بل أقر بأننى شاهدت تلك اللقطة منذ أعوام وكانت لا تتعدى منظر فريد يعجبنى ككل المناظر الغير مألوفة علينا وطبعا قلنا عنها انها صورة جميلة ولا ندرى بأى المقاييس وكانت تحكمنا فى هذا الرأى برغم بشاعة المنظر ولا يعدو أكثر من طفل جميل تم رصده وهو يتأمل فى هذا المخلوق الدقيق وربما يفكر فى اللعب معه

ولا شيئ قاطع يمكن الحكم عليه

كنت فى مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية فى صيف 1994م
وكانت تسليتى الوحيدة فى فترة تواجدى بتلك المدينة الخانقة هى معسكر لمملكة من النمل وتعيش معنا فى المكان الذى يستخدم نهارا كمكتب استشارى وليلا كمسكن لى مع زميلين وكل له حياته ولا تختلف كثيرا فى مثل أوضاعنا ما يفعله زيد أو عبيد فكلنا أغراب فى بلد أعتقدنا فيه الخير وليس مهما ما وجدناه باستدراكنا وغلق الحياة علينا مع رطوبة لم اعرفها من قبل فى كل الأوقات وجو خانق ولا أوكسجين ولا حتى هواء وكانت متعتى أن أملا البانيو فى الليل حتى أستطيع النوم فيه وقت الظهيرة بعد الغذاء وحتى موعد العمل للفترة المسائية
وفى استراحتى من داخل البانيو لاحظت اعداد من النمل تتكاتف لحمل صرصور كبير مات من رش المبيد الحشرى وقمنا نحن بذلك بعدما تكاثرت أعدادها ووجدتنى ابتسم من المنظر فكيف لتلك المجموعة ان تحمل هذا الثقل انها تمزح بحركاتها أمام الجثة وحولها فى كل الإتجاهات وكأنها تحتفل بغذائها وخيوط ومسارات هنا وهناك وكل نملة لها وظيفة فمنها من تحمى الموكب الجنائزى قبل التحرك ومنها من تسرع باستدعاء المزيد من الحمالين ومنها من يحاول فى تقطيع الجثة الى أجزاء كى تسهل عليهم وطبعا لن أكون مبالغا أن قلت وفى خمس دقائق خسرت الرهان واختفى الصرصور واعتقدت انه استيقظ من النوم أو من الموت وهرب من الجمع الخفير والذى تعدى كل حدود الاحصاء ولم أجده حيا ولا ميتا وشدنى الفضول لمعرفة اين اختفى هذا الصرصور ولم اجد غير ثقب صغير بين البانيو والجدار تم اخلاء الاسمنت منه ويدخل اليه النمل ويخرج فى مساراته منتظمة ولكن هذا الثقب بالكاد يدخل احدى أرجل الصرصور وبالعافيه كمان فأين الباقى

حمدت الله على امتلاكى المبيد الحشرى وبه سأحضر لهم فى الغد ان شاء الله جثة وأعرف وكيف يتصرفون فيها وفوجئت بعد هذا اليوم بشهر اننى اصبحت مدمنا لصيد الصراصير من شوارع مدينة الخبر والمدن المجاورة كالدمام والقطيف بعدما انتهت كل صراصير الشقة التى نسكنها ونعمل بها وأقدمها عن طيب خاطر الى معسكر النمل وأنتظر المجموعات وهى تتصرف يوميا فى وجبتها

هذه أولى المواقف واستمرت معى حتى قررت ترك المملكة بجوها الخانق ونملها المسلى فى أوقات الظهيرة متصارعا مع صراصير كنت أصطادها لقتل وقت الفراغ بالتأمل فى معسكر النمل وطلبت يوما من الله ان برزقنى الأجر والثواب على اطعامى لهم بما لا يقل عن 70 صرصور حتى كان قرارى بالخروج النهائى أو بالفرار النهائى
ولا أدرى ما سر تذكرى لهذا مع التأمل فى تلك الصورة ولا أنسى ووصفتها برغم جمالها بالبشاعة ولدى الأسباب

وفى صيف 1997 م
فى مقر الشركة بمنطقة فيصل بالجيزة كانت اللقطة الثانية
ومنذ أسبوع وأضع ملعقة من السكر على الرخامة فى البوفية قبل مغادرتى بعدما تتبعت مسارا رائعا لسرب من النمل يأتى يوميا للحصول على نصيبه من حبيبات السكر واكتشفت انه يأتى من الحمام فى الجهة المقابلة للمطبخ ولا رابط بينهما غير خط مواسير الغاز الطبيعى

وكانت تسمى حنان وتعمل سكرتيرة وهى جميلة فى شكلها وتصرفاتها وحتى دخلت الى فى منتهى النشوة وابتسامتها الواسعة جدا تخبرنى أنها قتلت سربا طويلا من النمل بالبيروسول لأنها لا تحب النمل ويزعجها شكل النملة وهى تتحرك شمالا ويمينا وهى تبدى بسرها لمن تقابلها من زميلات وكأنها تخبرها بوصية خوفا أو حرصا لموتها
ولم اتمالك نفسى عندما وجدت أعداد الأجساد الملتصقة على مواسير الغاز من النمل بعدما قطعت عليهم الطريق برش البيروسول بتلك الطريقة اللاآدمية فشتمتها وأغلقت على نفسى باب المكتب ولم استشعر أن حنان تركت معى العمل لحزنها من السب وليس لحزنها على تلك الأرواح البريئة التى أزهقتها بغبائها كما وصفتها
وذهبت عنى من تكشفت فى صورة مسمى حنان ولا تملك منه شيئا ولم افتقدها برغم ضحكتها الساحرة وكانت تجذبنى

وكنا فى صيف 2005 م أو فى الشتاء فلا فرق هنا بين الصيف والشتاء وكل الايام هنا صيف خانق بسبب مياه البحر الأحمر التى تحيط مدينة جدة وهى كمدينة لها خصوصية لا تتعادل مع أى مدينة فى العالم وربما من أجل هذا يطلقون عليها ( جدة غير ) وليس مهما مفهوم الغير فلكل  مفهومه الخاص جدا لهذا الغير وبغض النظر عن مدلول المسمى وكما هو مفهوم لكونها تختلف عن كل مدن المملكة وهناك من يعتبر الاختلاف سلبيا وهناك من يعتبره ايجابيا وانت وكما تبغى وحقا جدة غير وليس مدن المملكة بل كل مدن وقرى ونجوع العالم هى غير ولى من التجارب ما يثبت وكما حدثت معى وليس نقلا عن ولكنها نتيجة عشرة اعوام متتالية فى هذا الغير وربما استطيع فى مذكراتى ان اصف اجزاءا من الغير
ارجع الى هذا الصيف وكان الساعى بالمؤسسة التى اعمل بها بنجالى وفوجئت انه يسمى كبير مياه هكذا اسمه فى الاقامة - كبير مياه - ولم افهم الا بعدما اجابنى ان الاسم يعنى - النهر العظيم - او الكبير ويعتز بذلك جدا وبفخر ويخبرنى - هذا مياه كتير - وابتسم لمعرفتى سبب التسمية وكذلك السبب لطعم القهوة التركى الذى كان يجهزها لى بلا أى طعم حتى اخبرته برجائى الا يسمع كلامى لو طلبت منه قهوة فى وجود ضيوف وأن يكتفى بتجهيز الشاى أو النسكافيه فلا يحتاج منه هذا لمجهود لمعايرة كمية المياه مع البن

وتقع المؤسسة فى وسط المدينة وفى أشهر شوارعها وفى فيلا قديمة نشغل الدرو الأرضى منها فى اعمال المؤسسة والدور الثانى مبيت للعاملين ودور السطح حجرة بما تلزم من مطبخ صغير وحمام واخترت ان اعيش فيها بعيدا عن الدور السفلى ويوميا يأتى كبير مياه لتنظيف السطح الذى كنا نجلس فيه وندخن الشيشة فى الهواء وعلى أضواء المدينة فى كل ليلة

وطلبت من كبير أن يحضر من عنده بعض حبوب الأرز الغير مطهى ووضعها حول السور وفى الأركان ليجدها النمل ويتغذى عليها ولم يبخل كبير مياه وكان كريما جدا وكل يوم تقريبا اراه وهو يضع الحبوب فى اماكن معينة وبعد ما يقرب من عشرة ايام ونظرا لأننى كنت المسئول عن المصروفات بالمؤسسة وجدت كبير مياه يقدم لى الفواتير الخاصة بالمشتريات من بن ونسكافيه وسكر ووجدت فاتورة بملبغ عشرة ريالات وبالاستفسار أخبرتى اته قان بشراء كيس من الأرز كطعام للنمل ولم امانع فى شراء الأرز للنمل بل أخبرته فقط بأن تلك الحسابات تخص المؤسسة ولا بند للنمل فيها ولا داعى لاحضار الفاتورة فى المرات القادمة وأعطيته الفاتورة والعشرة ريالات والغريب أننى لا حظت الدموع تكاد تنزل منه ولم ينقطع عن وضع الأرز كغذاء للنمل حتى تركت تلك المؤسسة

وتلك المقدمة الطويلة لبعض ذكرياتى مع مملكة النمل وتدل على تعلقى بتلك الحشرة الرائعة ولا أدرى ولماذا

أما عن الصورة وما بها من طفل يلعب ولا يستدرك ونملة تقوم برسالتها فى الحياة ولا تدرى ما دورها فخالقها سبحانه وتعالى أعلم بها وبدورها وما نراه منها سوى قشور من تلك المهمة ومؤكد هى لا تعرف اللعب ولا تعرف المزاح وربما تظن ان اصبع ذلك الطفل البرئء ما هى الا من كوارث الدنيا على رأسها ورأس باقى مملكتها وقد تخطرهم لو أفلتت من الموت وبأنها انتصرت على مارد من عالم لا تدرى عنه شيئا أخذ يضايقها فى كل خطواتها ويقطع عليها الطريق

وفى حال موتها وتنتظر المملكة رجوعها ولا تعود ينصب لها العزاء وقد ماتت شهيدة وارتفعت روحها الطيبة الى السماء لتبلغ وأنها أدت ما عليها من رسالة ولا تدرى أن حتفها كان لمجرد طفل يلهو بها لينهى لها تاريخها وتنتهى


وداعا ايها الخريف


سأودع القلب الدافيء
ايتها العينين المتعبتين قد حانت  لحظات الوداع
سارحل وأحمل ماأستطيع  من علامات الرحيل
رحيل العيون والكلمات
غروب ليس بعده أي شروق
ستخبركم كلماتي بوقت الرحيل
ستخبركم باننا  سنفترق
والى الابد سنصبح ونكون  ذكرى من ذكريات
وسنكون أوراقا خريفية صفراء ذابلة متكسرة  متمزقة الاطراف
ليس لها صله بالحياة

أيها الزمن
لي معك عتاب كبير
تمهل قليلا ارجوك تريث
فلا اريد ان تجرحني مره اخرى وتضع القيود في معصمي
وتجعلني كالاسير  في ذلك العالم الغريب
عالم لاتربطني به سوى بعض التقاليد وبعض القوانيين التي جعلتني فاقدا لمعني الحياة
أتصارع من اجل البقاء ومن أجل  الأمل  ومن أجل الحق  والمبدأ
ولو كان بعيدا أو كان مستحيلا
سأردد وأكتب على الشطان
سانثر مع اوراق الزهر وعلى جدران قلبي بدموع الاحزان
على مدى الازمان
وداعا يابلاد المسلمين
وسينتهي الحديث قريبا جدا
وداعا ايها الخريف


الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

الطرق المزدوج


الطرق المزدوج :
فى علم وعالم أنظمة مكافحة الحريق يعرف ويستخدم هذا الأصطلاح تفاديا لتفريغ شحنة الوسيلة المخمدة أو المكافحة تفريغا كاذبا قد ينتج عن انذار كاذب وحتى لا نفقد الوسيلة - وليس فقط لارتفاع التكلفة للوسيلة - وانما الأساس لعدم فقدها
................
في أعماق نفسي يتصاعد الشكر بخورا لكونها من دون الآخرون
وأبين إفتقاري إلى العطف والحنان وأطلب النصيحة عند إرتباك فكري واشتباك السبيل
أستعيد ذكرى خلوتي لأسمع حكايات البشر
................
أسال نفسى
كم يلزمني من أبيات الشعر لأقول أنها ملهتمى
...................
على رصيف الإنتظار
يمر الليل والنهار والصيف والشتاء والحر والبرد وكل الفصول الأربعة حفظت تقاطيعى ووجهي
أصبت بداء الوسواس
أسأل نفسي وأجيب
من يسمعني يظن بي مس من جنون
أقاوم رغبتي وأهدى الأعوام التي خلت منك ألف حسرة والقادمات من الأعوام ألف حب ربما تنام القصيدة على أعتاب الأمنية
ولا أغالي بالانتظار
.................

الحياه قد تتعثر ولا تتوقف والأمل قد يختفي ولا يموت والفرص قد تضيع ولا تنتهي
.................
ويبقى سؤال ؟
ولو حاولنا الإجابة لما انتهينا ومن هنا نستمر متجاهلين أحيانا كل بوادر الرحمة بداخلنا حتى يستمر السؤال مع كل المواقف التى قد نمر بها أو نتخيل من يمربها وحتى يكون سؤال جديد ويبقى سؤال ؟
وربما من الرحمة أن نصبح هكذا متجاهلين أو مجهلين حتى يكون العدل فى القصاص ولو كان بمجرد عدم التعاطف مع من لا يشعرون بلحظات الضعف الانسانى وحتى لا تكون سمات الكون هى الخنوع والإستسلام للعواطف التى يحكمها ضعف النوازع دائما أو ربما قصد المفاسد أحيانا
( ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب )
هنا تكون الإجابات وتكفى لأى اجتهادات نابعة من ضعف فى عاطفة أو مقاصد مفسدة وحتى يعم العدل فى الكون كل اللحظات وبخاصة العلاقات البشرية ويحكمها إعمال العقل فى جميع حالاتها ولو تعارض مع العاطفة
.................
ﺃشعــﺮ وكـأنى ﺇثنان
ﺃﺣﺪهما يحتمل ﺍﻷﻋﺬاﺭ ﻭﺍﻵﺧـﺮ يمل اﻹﻧﺘﻈـار وفي حيـاتـي أكثر مـن جملة مفيـــدة بعـدهــا نقطــة وأبـدأ فى سطر جديد بوحى تلك الجمل المفيدة
...............
الـذكـريـــــات كأسراب الطيور المهاجرة
لا يمكـن القـبض عليـهـا أو حجبها من المرور ويمكـن فقط الإستمـتاع بها وبمـرورها وتشكيلاتها معجزة
هناك من يحب ويرسم بأجمل صورة وهناك من يكره ويرسم بأسوء صـورة
كل منــهم لديه فرشاه ويرسم كما يشاء
............
بعض الرحيل نختاره وبعضه نجبر عليه - ويكون بثقل الجبال - نمارسه بخطى متثاقلة وكأننا نجر العالم بأكمله خلفنا فنمضي قليلا ونلتفت للوراء قليلا - لأن في الخلف أشياء وأحلام وأرواح معلقة قلوبنا بها - وأخرى معلقة قلوبها بنا