صباح مساء
حزينا حين ألمحهم فلا حلم بأعينِهم ولا حتى بصيص رجاء
فهم يأتون للدنيا ويمضون
بلا أضواء
لفرط سكونهم تنسى
تظن بأنهم موتى وهم أحياء
ترى الفقراء عشاقا ولا يدرون بأن الفقر للعشاق مقصلة ومهما قاوموا مهما سيمتثلون
وبين جروحهم يوما
وبين دموعهم دوما سيغتسلون
لأن الفقر علمهم بأن عيونهم خلقت وهم يبكون
حزينا عشت يا أماه والدنيا "غوتنا" كلنا حتى عشقناها عنِ الأُخرى
فكيف أعيش
وحبي كله زيف وعمري قد غدا كفرا
نفوس الناس قد مرضت وداء الحقد يستشرى قلوب الناس قد فسدت
وتلك مصيبة كبرى
لأن الحب تسجنه مصالحنا
فإن كانت لنا إرب تقربنا مطامحناولما ننتهي مما أرادته جوارحنا
على عجل بلا خجل أمام الناس نعلنها ونبدأ في مذابحنا
حزينا عشت يا أمي
لأني ما نطقت الحق في يوم وقلت بصوتي العالي : أنا المسجون في فقري وفي قهري وأغلالي أنا المكبوت من زمن
ويسهب سادتي الحكام في قمعي وإذلالي
فمعذرة إذا يوما فتحت الباب يا أمي فلم تجدي ـ كعادتك ـ وراء الباب مرسالي
فحكامي هنا قتلوا جميع حمامي الزاجل وداسوا فوق أمثالي
حزينا عشت يا أمي لأن الحق أصبح بيننا ضائع وكل قد غدا لصا أتانايافعا يانع
وأشرف أشرف الناس لدينا
طالب جائع
فسيف الحق لم يشحذ لذلك لم يعد قاطع
وكيف أنام يا أمي وما للص من رادع
حزينا عشت يا أمي ومشتاقا يجيء زمان أحطم فيه أوثاني وأكسر فيه قضباني وأهدم سجني العالي على السجان
ويومي ما أتى بعد ولا أدري بأي زمان يجلجل وقتها صوتي
وصوتي كله حمم من البركان
أنا يا سادتي إنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.