السبت، 12 نوفمبر 2011

غيبوبة فكرية


إن حروب الشعارات‏ لا تتساوي بدماء الشهداء‏
‏ ومعارك المسلسلات لا تتناسب مع جلال من قدموا الدماء

لن توجد قدوة في تاريخ زائف ولن تكون هناك حقيقة أمام مواكب الجهل والتسطيح‏
هل أخطأنا حساباتنا‏ ‏ ومن يدفع ثمن الأخطاء‏

هل هانت علينا أنفسنا‏ فكانت علي الناس أهون‏
وسط دوامات الحزن يدار في رأسي السؤال

‏نقنع أنفسنا ونقنع أبناءنا بأن الحروب انتهت‏ ‏وأن السلام بعد سنوات الصراع هو الخيار
وتتغير المفاهيم والأساليب‏‏ وتتبدل المواقف

ربما كانت خاطئة تلك المقدمات

هل تجاوزنا في أحلامنا أم أخطأنا في حساباتنا

فتحنا أسواقنا في السر أو العلن وسياسة تطبيع‏ وتعاون في الإنتاج والتصدير‏‏
وأفواج سياحية‏‏ أو تجسسية‏‏ هل كان ذلك ضلال أحلام‏‏
أم خطايا حسابات أم ثقة في غير أهلها

تصورنا أوراق اللعبة مع أمريكا
ومصائر الأجيال والشعوب لعبة أمريكية‏

تخيلنا أن هناك بلدين كيان لا نعرف من منهما الآخر‏
‏ والفرق في الأساليب فى الحيل وادعاء الصداقة‏‏
وفتحنا بلادنا للقوات الأجنبية‏
‏والمجيء سهلا‏ والخروج هو المستحيل‏‏

وكان من باب الأخطاء أم سوءا في التقدير
وتتدخل أطراف في شئوننا وصراعاتنا ولا تنتهي‏

وحرب العراق وإيران بابا للتدخل‏‏ واجتياح العراق للكويت فرصة للتدخل‏‏
ومذابح لبنان غنيمة لأطراف كثيرة‏‏ ومجاعات الصومال
فرصة ذهبية‏‏

ومأساة جنوب السودان لعبة دولية‏‏ والعقوبات الدولية

وأموال شعوب نزفت بالبلايين وملأت خزائن الآخرين وتترك الجوع والفقر لنا ونحن المحتاجين ‏
ولم تكن الخسارة خسارة قرار أو سيادة ‏

الوحدة الاقتصادية والتنمية العربية مشروعات وهمية
وسربنا أموالنا ومدخراتنا إلي البنوك الغربية‏ لتتناقص مع أسعار العملات الدولية
هبوطا يوميا وتتقلص ‏ وانشغلنا بصراعات شكلية لقضايانا السطحية ولاهي تحديث للفكر والإنتاج والإرادة والنمور الأسوية تؤكد أننا فى الطريق الهمجية

‏تركنا شبابنا بلا قضية‏

لنردد أغنيات السلام والأحلام وأفلام مادونا والإباحية الأمريكية‏

وما بين الانحلال والتطرف‏ وكارثة الإرهاب شوهت أجيالنا في الداخل
وصورتنا في الخارج‏‏ وسقطت القضايا العظيمة

الانتماء والثقافة والمعرفة والتاريخ‏‏ فكر ضائع‏ فهم مشوه فنون ساقطة‏ سلوكيات غريبة‏
ويقال إنها أثواب الحضارة‏‏

وهي أمراض أصابتنا والسلام قادم من كوبنهاجن قادم

‏والتطبيع تسعى إليه بعض مواكب المثقفين
واتهامات الجهل بقراءة المستقبل والجهل بالسياسة لكل من يدعو للفهم والتفكير
ونتعامل مع عصابات عنصرية استعمارية ووقعنا من خلال أطراف رسمية وغير رسمية
‏‏‏
وظل الخيار الاستراتيجي للسلام‏ والأمن القومي العربي‏

ولا تجتمع اللجان ‏وسلامة الأوطان ونهاية الأحزان ولن يتعلم أحد
فى تلك الغيبوبة الفكرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.