ان لم تحب نفسك بدرجة كافية لن تعيش بشكل عادي في هذه الحياة وحتى لا يعتبر هذا تجاوزا منك فى حق نفسك وعدم معرفة لقيمتك وتقليل من شأنك الى درجة أن تتعبها وتعطي فرصة للآخرين لتجريحها
وبقدر ما كنت قلقا مرتبكا
بقدر ما استحضرت قوة استلهمتها من تلك الكلمات كم هي غريبة هذه الحياة
بقدر ما نسأمها في لحظات الألم
بقدر ما نتمسك بها لأجل أولئك الذين نحبهم ونريدهم أن يتمسكوا بها
أحمق كل من جعل صدامه مع آخر ولا يتوافق مع أفكاره بأنه نهاية كل شيء ونغلق الأبواب على أنفسنا
وحدها المواجهة تعطينا لذة الانتصار وقوة تجاوز المحن بكل ايجابية وبخسائر أقل
وقد تضيع وقد تشعر وكأنك أجوف من الداخل وأنك تحولت الى شيء فارغ يرجع الصدى لكل الآلام والجراح
ولا شك بأن آلامنا تأخذ الكثير من أفراحنا ومشاكلنا تعكر علينا الكثير من تفكيرنا
هل أعاقب الآن بهذا الحرمان
أم هو موعد العاصفة التي تقتلعني من الجذور و ترمي بي في مهب الريح
لست أدري إن كانت هذه هي النهاية ليأتي الطوفان بعد ذلك
لكن ما أدركه هو أن هنالك من هم بحاجة إلي
ولهم فى ترتيبات الأقدار مكانا ومكانة
أدرك أيضا بأن اليد التي تمسك بيدي هي يد أمينة تريد أخذي الى المرفأ الآخر
الى لحظة القوة التي أحتاجها في هذا الوقت
هل أحتاج فعلا لأن أغالط نفسي
أم أحتاج الى تبرئة نفسي من آلامى وجراحى وقلقى
ومن كل ما سببته لهم من فوضى اللحظات كل تلك السنوات
رغبة ملحة داخلي تدعوني للصراخ بأعلى صوتي
قد يريحني ذلك ويريح ذاكرتي المثقلة بالأوجاع والهموم
لكن
هل يعقل أن يأتي ذلك الصوت في هذه اللحظة بالضبط و بكل هذا الشلال النابض نعومة و حنانا ودفئا لينتشلني الى لحظة أخرى عجلت ضربات قلبي و جعلت الكلمات كلها تسافر و لا تجد لها سبيلا الى لساني
وددت أن أشكرها على المعجزة التي حققتها
وددت لو قلت لها بأنني كنت أحتاجها أن تمنحني هذه اللحظة وبأنها موجودة الى جانبي تمدني بالقدرة على الحياة
بل أكثر من ذلك وجدت نفسي أبتسم في عز الألم و أطمئنها بأن حالتى في تحسن وبأننى أستجيب للعلاج
وحينها سيشع بريقا ساحرا من عينيها الجميلتين
وتملأ الكون ابتسامتها ويتبدد الحزن بقلبي
وأمنح لحظة ارتياح وطمأنينة ثم تهمس بصوت خافت :
الحمد للّه
وأكررها
الحمد لله
يا اللّه
ما أروعك أيتها الساكنة الى أفراحي المؤجلة وطفولتي المتسللة من الماضي الى هذا الحاضر
بكل ما تمتزج فيه اللحظات