حيثما انتفت الكتابة وحيثما امتنع القارئون وحيث لم يعد سواك شغوف بقراءة الأسرار خلف العيون وحيث تسكن الكلمات في مهد الحروف أكتب إليك حيث تنبت أوراقي ليلا من دون خوف وحيث اعتدنا تبادل الأحاديث غير المنطوقة وغير المفهومة وحيث ولدتك أفكاري عبر العطوف وحيث استبد بي الضنى وكنت عبر السنين بين طيات أوجاعي وأطياف الحنين ولا أعلم أين وكيف تعرفتك وسط كل اللانهائيات من تلك الأرواح
لا تحتاجى مجهود فأنت في قلب اللاوجود وحيث أقطن أغلب الأوقات هناك
وأكتب إليك فقد تعبت من طول رحلتى
أكتب إليك فكم تسعدني صحبتك ورفقتك في عالم بعيد ويعجبني فيك صمتك الأبدي
أود أن أقص عليك كم تألمت بعيدا عنك في غربتي
وكم تألمت في سفرتي في عالم الموجودون إذ رحلت بمفردي فوجوههم خشبية
وعيونهم زجاجية وقد يصيبك الفزع والجزع عند ملامستهم ومعهم تتساوى نهايات الطرق الفردية
لن أرحل عنك ثانية
والموجودون كائنات خرافية يحتاجون دائما إلى تفسير
كائنات تتكلم ويعتقدون أن للحياة تفسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.