الجمعة، 15 فبراير 2013

مقدار النور



أشعر بالظلم عندما اتذكر ان شقائي وألمي في حياتي بسبب خطأ انسان آخر لا أفهم ولماذا على أن أدفع أنا ثمن تجاوز آدم وحواء مع خبث الحية  وأقف متحيرا عندما تكسر القوانين لخدمة أغراض خاصة جدا فهل الأمر نسبي
يرحم الله من يشاء ويذل من يشاء
أتساءل وأمامي حقيقة صارخة ولا يستطيع قلبي أن ينكرها ولا أعلم كيف لا يستطيع وهي أن الله عادل وكلي معرفة لكن تلك الحقيقة لا تجاوبني أبدا ولا تهدئ من بركان غضبي وثورتي تجاه الظلم الذي أشعر به ويقع على

أحيانا عندما أضيق ذرعا بما يحدث من أمور غير منصفة في الحياة تقفز اجابة عجيبة في عقلي وتقول لي " إذا كان الله قد سمح للانسان أن يسقط كنتيجة طبيعية لسقوط آدم وهذا في رأيي ظلم فلم تتعجب من أي ظلم يحدث تباعا "

وأستحي من نفسي عندما أصف أي أمر بأنه ظلم وظلم من الله لأنني أعلم أيضا أن الله ليس بظالم أبدا وحاشاه لكنني لا أنكر هذه الأفكار أمامه فالكل عريان ومكشوف لديه فلا سبيل للتجميل أو المخادعة وهنا التناقض في طبيعتي وربما ما بداخلي بالعدل الإلاهى هو شيء كاذب وليس أصيل ووجوده فقط هو نوع آخر من عدم اعترافي باتساخي وقبحي وضعفي وسقوطي اللانهائي فدائما بداخلي شيء يود لولم يكن ذاك السقوط المشين قد حدث وكأنه عار- بل هو كذلك - أريد أن اخفيه حتى عن عيوني
لكن من قال أن الله هو اليد المحركة لعملية السقوط بكل حيثياتها وتبعياتها هل حدث ذلك فاجأة
بالطبع لا فالكل أمامه مسطح وعاري وحاصل بالفعل
هل كان يمكن لله أن يتدخل لكي يمنعه
هذا هو سؤالي من حيث القدرة يقدر لكن من حيث الصلاح والطبيعة والأمور المخفية والأسرار الغير معلنة لا أعلم ويبدو أنني سأظل لا أعلم إلى أن أموت أي طبيعة تلك التي تحتاج لكي تعرف قيمة خالقها أن تموت ويأتي اليوم ويحييها من الموت والتعفن وقد تعرف تلك القيمة وربما لا

هل آدم قبل السقوط كان ذو طبيعة مستعدة أن تفسد في أي لحظة كالطفل الذي يولد مثلا باستعداد لحدوث ثقب في القلب أو من يولد باستعداد للاصابة بمرض التوحد
وأي ميزة في ذاك الاستعداد اللعين للسقوط هل رغم اختلاف آدم قبل السقوط عن آدم بعده لم يجعله يدرك معنى أن يكون في حضرة الخالق رب الكون كله
إذا اي سبيل لي في أن أظل أسير على السراط المستقيم مهما أدركت أو عرفت وتلامست مع الله
آدم قبل السقوط وقبل الفساد لم يكن محصنا من أن ينسى وصية وحيدة فهل أنا من ولدت بخطيئتي من السهل أن اعيش باستقامة وسط الساقطين أمثالي هل أحب آدم حواء أكثر من الله نفسه
هل خلق الله حواء لآدم لكي تكون السبب في سقوطه ولكي يثبت للانسان من بعده أن الله لا يبارك كل ما -أو- من يأخذنا منه حتى ولو كانت عطيته
لقد كانت حواء الطريق والسبب المباشر في سقوط آدم مع عدم تجاهل مسئولية آدم في ذلك لكنني أري أن آدم امتلأ بها أكثر من الله أعطى الله آدم عطية وزوجة لكي تشاركه عبادته لله ولكي تعينه على تحقيق خطة الله فنسي الله وغاد ينفذ خطته هو وهي بمعزل عن صانعهما

وأنا اليوم المخلوق الساقط أطالب نفسي ويطالبني الله ان أعيش باستقامة رغم السقوط
وضع الله وصية واحدة لآدم وكسرها رغم أنه لم يكن انسان ساقط هل سأستطيع أنا المولود في خطيئتي أن أطيع وصايا الله أم ان هناك معنى آخر لمفهوم الاستقامة عند الله معنى لم أفهمه بعد هذا المعنى يبعد كل البعد عن الوصايا وتنفيذها معنى لا علاقة له بكوني ساقط او لم اسقط بعد
من الواضح لي أن الوصية واحدة للانسان وأزلية ولا علاقة لها بالسقوط وعندئذ فقط ألمح بصيص الانصاف والعدل
نعم إذا تكافئت الفرص أشعر بالعدل رغم صعوبة الامتحان بل وأذهب بعيدا إلى زمان آدم قبل السقوط وأقول أنها نفس الوصية وهي وصية واحدة من يومها لم يعرف آدم أن يطيعها ونحن رغم سقوطنا مطالبين بأن نطيعها
"من كل شجر الجنة تأكل" كل مرة تعرض فيها الحياة هذا أو ذاك فقط هي وصية واحدة دائما الاختيار هل إذا وافقت او اكلت او ذهبت في هذا الاتجاه اكون من الآكلين من هذه الشجرة الشجرة المحرمة ؟
أم أن هذا الاختيار يتبع تصنيف " كل شجر الجنة" دائما وأبدا أمامي اختيارين " شجرة محرمة" و "كل شجر الجنة" ومن الواضح أيضا أن طبيعة آدم الغير ساقطة لم تجعله مكتفي بكل شجر الجنة رغم أن هذا الشجر في عدده وفي تنوعه يفوق منطقيا العدد والتنوع الموجود في الشجرة المحرمة وبالتالي فتلك الطبيعة التي ورثناها من آدم وهي استعدادنا جميعا للسقوط " وليس السقوط" يجعلنا كل مرة أمام اختيار يشبه الاختيار الذي كان أمام آدم
بالطبع ظروف آدم والمميزات التي كان يمتلكها أكثر بكثير من التي نمتلكها " وهنا يكمن السقوط" لكن الله في صميم عدله ورغم أنه نفس الامتحان إلا أن طريقة التصحيح سوف تختلف ولن يجازي الله من عرف كمن لم يعرف

" كل بحسب مقدار النور الذي كان لديه"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.