الثلاثاء، 26 فبراير 2013

اوقاتك ياعمرى


بحثت  عنك  بحثا  دؤوبا  وفي  كل  الوجوه  وكثيرا  أخطأت  المسير

ليس مهما أن نتعرف على الأسباب الحقيقية للسعاده التى نتمنى أن تغمرنا فى - ومن بعض - الأحداث والمواقف - والمهم أن نعيش تلك السعادة كما يجب لنا أن نعيشها - ولو التبست علينا المواقف واعتقدنا أن سببها ينبع من تلك التحسينات التى كانت لمن نكن لهم الود والتقدير ونحاول معهم أن نتعدى بعض مراحل المواقف التى يتأثرون بها وفيها من ظلم مؤكد لحكمة إلاهية لا ندرى مغزاها - ومن هنا أقول ربما كان ذلك من بعض الأسباب التى تسبب لنا مثل تلك السعادة - ومن كون المواقف الإيجابية التى نراها أو نحسها من قوة الحق فى مواجهة الباطل وأبدا لا تتعطل على الباطل أمور الحياه .
وحتى لا يختلط علينا الموقف فى التحديد القطعى بعد فك بعض طلاسم تشفيرات الرسائل منا ولنا مع الحقائق وتكشف لنا عن محوى ما كنا فيه من أحلام طوال العمر هى فى واقعها أهدافنا وكنا نحسبها مجرد أحلام مجردة وليست أهداف موقوتة من نبع مبادؤنا ولا ندرى
ومن أجل ذلك لن أسأل عن الأسباب لكونها ليست هى الهدف ولكن الهدف يكون فى النتائج والأسباب دائما هى الأسباب وتبقى السعادة دائما هى الهدف وهى الأهم ولو كانت تدل على نجاحنا فى توصلنا الى بعض النجاحات حتى يكتمل النجاح وتكون الدافع للمزيد من تحصيل ثمارمحاولاتنا فى طريقنا للحقائق

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

مهد الحروف



حيثما انتفت الكتابة وحيثما امتنع القارئون وحيث لم يعد سواك شغوف بقراءة الأسرار خلف العيون وحيث تسكن الكلمات في مهد الحروف أكتب إليك حيث تنبت أوراقي ليلا من دون خوف وحيث اعتدنا تبادل الأحاديث غير المنطوقة وغير المفهومة وحيث ولدتك أفكاري عبر العطوف وحيث استبد بي الضنى وكنت عبر السنين بين طيات أوجاعي وأطياف الحنين ولا أعلم أين وكيف تعرفتك وسط كل اللانهائيات من تلك الأرواح

لا تحتاجى مجهود فأنت في قلب اللاوجود وحيث أقطن أغلب الأوقات هناك
وأكتب إليك فقد تعبت من طول رحلتى
أكتب إليك فكم تسعدني صحبتك ورفقتك في عالم بعيد ويعجبني فيك صمتك الأبدي
أود أن أقص عليك كم تألمت بعيدا عنك في غربتي
وكم تألمت في سفرتي في عالم الموجودون إذ رحلت بمفردي فوجوههم خشبية
وعيونهم زجاجية وقد يصيبك الفزع والجزع عند ملامستهم  ومعهم تتساوى نهايات الطرق الفردية

لن أرحل عنك ثانية
والموجودون كائنات خرافية يحتاجون دائما إلى تفسير
كائنات تتكلم  ويعتقدون أن للحياة تفسير


فى صمت



رغم انتظاراتي المسعورة وتوسلاتي المذعورة
لا يحدث شئ ولا شئ يحدث
أصرخ في صمت
ألهث في الداخل أنزف كلمات وقطرات تتوارى خلف شفاه مكسورة
وتتكسر الأنظار وتنسل الأفكار وتنفلت الأشعار
وتتحجر الأعين مقهورة
ولا شئ يحدث
ويسود الصمت
ويتساءل البعض عن ماذا أكلت أو ماذا شربت أو أين ذهبت
ويجيب البعض
ويتوه البعض في أسئلة البعض
وتفور الحوارات
وتلف المدارات
وتدور الدورات تباعا
ويلف عقارب الساعات ملتاعا
ولا شئ يحدث ولا يحدث شئ

ثم تمضي الأقاصيص مشوقة يحرك الجمع شفتيه ويغوص الركب في تيار الركب
والبعض يلوك الكلمات
والبعض يحكي حكايات
ولا أحدا يستخدم أذنيه ويساءل سائل ذات يوم عن بعض من أسباب اليأس فأجيب في صمت ببساطة
كل ما في الأمر أنه
لا يحدث شئ ولا شئ يحدث

الأحد، 17 فبراير 2013

لم لا



بحق من رفع السماء وانزل القرأن اهواك بكل وجداني
فكيف لا أشتاقك  وأنا اتبلور شوقا وأفتش في معنى الكلمات بين الحروف وبين السطور وبين الصفحات
وكل الأبجديات تنبض وهجا وتهديك قلبا يجثو على حائط مدارات ايامك فى لحن يعزف من أعماقى والعديد من الأشواق
وصمت نبض القلم احيانا ليكون البوح قطرات من العيون تسمى عبرات الأشواق
سألتني عيوني ونبضات قلبي وقلمي الحائر ومحبرتي لننسج قلائد من البوح ونكتب خواطر ونرتب كلمات والأهات تلو الأهات وتختصر المسافات وتتوق لشوق اللقاء وعيناك ميناء الفرح  والمرسي
 فتبعثرني المسافات فأتلاشى بين طيات جفونك رعشة عشق تيقظ بعضا من احلام لأعاود التجديف من جديد

حمى العقل الثائر
تفجر البركان تلو البركان وخواطرى المتمردة  بأركان مبعثرة وافكار متشردة ومشردة

وأنت الوطن
وأذوب في تخوم البحور والطرقات أزيح غمام الحزن فى كل المساحات وأغفو مع الهمس يداعب آهاتى خيال بلا آخر يعانق رؤياك
حنين أزلي ترنو جدائله ويبحر في عتمة الغيب يسأل السائلات ويغفو على أجوبة خيوط الروح
أختبئ في زوايا القلوب وتدخل شراييني كل الأشياء

وأسير بكل شموخ وجذورى تسكن عمق التراب


الجمعة، 15 فبراير 2013

مقدار النور



أشعر بالظلم عندما اتذكر ان شقائي وألمي في حياتي بسبب خطأ انسان آخر لا أفهم ولماذا على أن أدفع أنا ثمن تجاوز آدم وحواء مع خبث الحية  وأقف متحيرا عندما تكسر القوانين لخدمة أغراض خاصة جدا فهل الأمر نسبي
يرحم الله من يشاء ويذل من يشاء
أتساءل وأمامي حقيقة صارخة ولا يستطيع قلبي أن ينكرها ولا أعلم كيف لا يستطيع وهي أن الله عادل وكلي معرفة لكن تلك الحقيقة لا تجاوبني أبدا ولا تهدئ من بركان غضبي وثورتي تجاه الظلم الذي أشعر به ويقع على

أحيانا عندما أضيق ذرعا بما يحدث من أمور غير منصفة في الحياة تقفز اجابة عجيبة في عقلي وتقول لي " إذا كان الله قد سمح للانسان أن يسقط كنتيجة طبيعية لسقوط آدم وهذا في رأيي ظلم فلم تتعجب من أي ظلم يحدث تباعا "

وأستحي من نفسي عندما أصف أي أمر بأنه ظلم وظلم من الله لأنني أعلم أيضا أن الله ليس بظالم أبدا وحاشاه لكنني لا أنكر هذه الأفكار أمامه فالكل عريان ومكشوف لديه فلا سبيل للتجميل أو المخادعة وهنا التناقض في طبيعتي وربما ما بداخلي بالعدل الإلاهى هو شيء كاذب وليس أصيل ووجوده فقط هو نوع آخر من عدم اعترافي باتساخي وقبحي وضعفي وسقوطي اللانهائي فدائما بداخلي شيء يود لولم يكن ذاك السقوط المشين قد حدث وكأنه عار- بل هو كذلك - أريد أن اخفيه حتى عن عيوني
لكن من قال أن الله هو اليد المحركة لعملية السقوط بكل حيثياتها وتبعياتها هل حدث ذلك فاجأة
بالطبع لا فالكل أمامه مسطح وعاري وحاصل بالفعل
هل كان يمكن لله أن يتدخل لكي يمنعه
هذا هو سؤالي من حيث القدرة يقدر لكن من حيث الصلاح والطبيعة والأمور المخفية والأسرار الغير معلنة لا أعلم ويبدو أنني سأظل لا أعلم إلى أن أموت أي طبيعة تلك التي تحتاج لكي تعرف قيمة خالقها أن تموت ويأتي اليوم ويحييها من الموت والتعفن وقد تعرف تلك القيمة وربما لا

هل آدم قبل السقوط كان ذو طبيعة مستعدة أن تفسد في أي لحظة كالطفل الذي يولد مثلا باستعداد لحدوث ثقب في القلب أو من يولد باستعداد للاصابة بمرض التوحد
وأي ميزة في ذاك الاستعداد اللعين للسقوط هل رغم اختلاف آدم قبل السقوط عن آدم بعده لم يجعله يدرك معنى أن يكون في حضرة الخالق رب الكون كله
إذا اي سبيل لي في أن أظل أسير على السراط المستقيم مهما أدركت أو عرفت وتلامست مع الله
آدم قبل السقوط وقبل الفساد لم يكن محصنا من أن ينسى وصية وحيدة فهل أنا من ولدت بخطيئتي من السهل أن اعيش باستقامة وسط الساقطين أمثالي هل أحب آدم حواء أكثر من الله نفسه
هل خلق الله حواء لآدم لكي تكون السبب في سقوطه ولكي يثبت للانسان من بعده أن الله لا يبارك كل ما -أو- من يأخذنا منه حتى ولو كانت عطيته
لقد كانت حواء الطريق والسبب المباشر في سقوط آدم مع عدم تجاهل مسئولية آدم في ذلك لكنني أري أن آدم امتلأ بها أكثر من الله أعطى الله آدم عطية وزوجة لكي تشاركه عبادته لله ولكي تعينه على تحقيق خطة الله فنسي الله وغاد ينفذ خطته هو وهي بمعزل عن صانعهما

وأنا اليوم المخلوق الساقط أطالب نفسي ويطالبني الله ان أعيش باستقامة رغم السقوط
وضع الله وصية واحدة لآدم وكسرها رغم أنه لم يكن انسان ساقط هل سأستطيع أنا المولود في خطيئتي أن أطيع وصايا الله أم ان هناك معنى آخر لمفهوم الاستقامة عند الله معنى لم أفهمه بعد هذا المعنى يبعد كل البعد عن الوصايا وتنفيذها معنى لا علاقة له بكوني ساقط او لم اسقط بعد
من الواضح لي أن الوصية واحدة للانسان وأزلية ولا علاقة لها بالسقوط وعندئذ فقط ألمح بصيص الانصاف والعدل
نعم إذا تكافئت الفرص أشعر بالعدل رغم صعوبة الامتحان بل وأذهب بعيدا إلى زمان آدم قبل السقوط وأقول أنها نفس الوصية وهي وصية واحدة من يومها لم يعرف آدم أن يطيعها ونحن رغم سقوطنا مطالبين بأن نطيعها
"من كل شجر الجنة تأكل" كل مرة تعرض فيها الحياة هذا أو ذاك فقط هي وصية واحدة دائما الاختيار هل إذا وافقت او اكلت او ذهبت في هذا الاتجاه اكون من الآكلين من هذه الشجرة الشجرة المحرمة ؟
أم أن هذا الاختيار يتبع تصنيف " كل شجر الجنة" دائما وأبدا أمامي اختيارين " شجرة محرمة" و "كل شجر الجنة" ومن الواضح أيضا أن طبيعة آدم الغير ساقطة لم تجعله مكتفي بكل شجر الجنة رغم أن هذا الشجر في عدده وفي تنوعه يفوق منطقيا العدد والتنوع الموجود في الشجرة المحرمة وبالتالي فتلك الطبيعة التي ورثناها من آدم وهي استعدادنا جميعا للسقوط " وليس السقوط" يجعلنا كل مرة أمام اختيار يشبه الاختيار الذي كان أمام آدم
بالطبع ظروف آدم والمميزات التي كان يمتلكها أكثر بكثير من التي نمتلكها " وهنا يكمن السقوط" لكن الله في صميم عدله ورغم أنه نفس الامتحان إلا أن طريقة التصحيح سوف تختلف ولن يجازي الله من عرف كمن لم يعرف

" كل بحسب مقدار النور الذي كان لديه"


الأحد، 10 فبراير 2013

وأنت الوطن



وننقب فى اعماق الحرف المكتوب عن كل الدلالات وفى كل الرسالات يكون منا هذا ورغم ان الحروف هى الحروف وترتيب الكلمات فيه كذلك من التشابه ولكن ولماذا وماذا نريد ان نصل الى معرفته من كل الفحص والتنقيب فى كل الحروف وتتكون منها الكلمات الينا
يشغلنى السؤال واجاباتاه
ومن اجاباته اننا وننقب عن تلك الشفرات لنا أو تلك الترددات لاهتزازات الأحرف كالشوكة الرنانة وكل حرف له رنات ورنات وبقدر الطرق تكون ويكون عمر تلك الرنات وجميل ان تكون اهتزازات متناسقة تطرب له الأحاسيس وربما هى الصدى لاهتزات الأحرف وترتيبها متداخلة فى تكوين سيمفونى وجميل ان تكون اما عازف فى هذا العمل او ان تكون المايسترو لترتيب النبضات فى اهتزازت الحروف وفى تكوين الكلمات

وأنت الوجه الآخر عندى هو وجه الفرح كى تتوازن بعض أمورى وتقدر بعض الأشياء لبعض الأشياء فيها الغاية تبرر الوسيلة ولإحداث التوازن عندى بين حب الوطن وحب النفس
ولا أحب نفسى الا من أجلك وجها للفرح وهذا الوطن
وأنت الوطن


وحتى تموت



ان القناعة كافية فقط اذا كنت في نفس موقف اللص الايمن سارق الملكوت كما يطلقون عليه

لقد قرات وتعلمت وعرفت الكثير بما يكفيني لاكون قناعة ما ان ما كنت عليه لا يمنحني العلاقة الحقيقة مع الله ولا يجعلني راض عن نفسي وانتقلت الى قناعة اخرى كادت ان تمنحني تلك العلاقة لكنها تقف بي عند قمة جبل عال وتتحداني في علاقاتي بالبشر الذين لم استطع ان اقتلعهم من داخلي او اعرف ان اعيش بمعزل عنهم انها قناعة في حد ذاتها وبمفردها بدون وجود التحدي البشري رائعة
ان التحدي الحقيقي في ايماني هو الممارسة وليس المعرفة فالقناعة العقلية والنفسية تكفيك فقط اذا كان الموت ينتظرك مثلما كان ينتظر اللص الايمن فقد تقابل مع الحقيقة ومات ويبدو انه لم يعاني كل تلك التحديات والصراعات البشرية التي تجعله يتردد ويشك ويفتر في ايمانه ثم يعود ويتعلم من جديد

ربما انا غير متاكد لكن هكذا يبدو لي ان معرفتي الحالية وقناعتي اليوم تكفيني للحظة فقط ولا تكفيني لكي اعيش اكثر من ذلك فما اراه اليوم انني احتاج لأكثر بكثير من مجرد قناعة فكرية او منطقية حقا انها ليست بمرحلة هينة او سهلة ولا يمكنني ان اذهب للمرحلة التالية دون المرور بها لكن خطئي كان في انني كنت اعتقد انها كافية

لقد تفاخرت كثيرا امام نفسي وامام الله بانني تحررت من افكار قديمة لم يمتلك الكثيرون الشجاعة لمواجهتها وانخدعت بتلك الفكرة سنينا طويلة واعترف بان تلك الخدعة قيدتني وجعلتني ادين الكثيرين واجلد ذاتي وانغمس في الكبرياء وابتعد يوما بعد يوم عن الحق وعن الله ذاته صاحب الفضل واليد المحركة لبذرة هذا الايمان التي لم تتنفس او تنبت حتى اليوم

واعتقدت خطئا ان مجرد هذا الادراك يرفعني درجات فوق البشر ويجعلني الاقرب الى الاله بل ويعطيني الحق في التشفع او يمنحني السلطان على الرياسات والسلاطين الشيطانية لقد بات حلم الحقيقة في خيالي طول الوقت وعندما استيقظت وجدت نفسي بداخل بيتي ووسط مجتمعي ووجدت انني لم اخطو خطوة واحدة بعيدة عنهم او عن انانيتي او كبريائي لقد قفزت بايماني بالفكر فقط دون اي ممارسة ودون امتحان حقيقي لجدية هذا الايمان في اعماقي ولو سالتني في تلك اللحظة سوف اردد كلمات عظيمة فقد اعتدت على انتقاء كلماتي- لكنني افضحها اليوم واوقفها واصرخ فيها كفاكي خداعا وانخداعا
فالحقيقة المحررة الغير معاشه وهم وضلال

الحقيقة القاصرة على افكار نظرية أكذوبه تنمو مع الوقت وحتى تموت

اليك فى الطريق

يا جدير بالدعاء وقدير بالإجابة يالله 
أسألك فلا تردني خائبا فلا خاب من أنت مولاه 
أسعد قلبها وأعطها ما تتمنى وأقر عينها بما تحب وترضى ولا تسلبها نعمة قط وعطر صدرها بالإيمان والقرأن 
وأرزقها الخلود في الجنان هى ومن يهمها فى الحياة