الثلاثاء، 12 يونيو 2012

إلى هناك

لماذا فقد الإنسان براءته وكيف أصبحت البراءة طيفا غريبا فى حياة الناس
حتى الطفولة وذلك العمر الجميل فقد كثيرا من صفاته وأهمها البراءة
كانت ضحكة الأطفال تشع كالضوء وتنساب كالصباح البريء
وتغيرت الملامح وتبدلت الوجوه وغابت الضحكات وتحولت البراءة فى بعض رأى البعض نوعا من السذاجة

البراءة احساس
وكما الزهرة الجميلة لم تستطع أن تقاوم رياح الزمن وعواصف الأيام فسقطت وداستها الأقدام

ووسط غابات البشر ولا تدرى ما يخبئون لك إن كان رفضك المشاركة فى تلك اللعبة الضخمة التى يعيشها انسان هذا العصر وقد تخلى عن كل القيم وأصبح يمارس كل الأنواع من السفه والإنحراف والتحلل ولا يفرق بين الحلال والحرام ولا بين لبن الأطفال والمخدرات ولا الدواء واللحوم الفاسدة ولا العطور والغازات السامة وكل شيء من أجل المال فتباع الضمائر

- يصبح من الصعب جدا أن تحافظ على براءتك -
وكيف تعيش البراءة وسط هذا الجو وفى أى مكان تختفى وحولها الآلاف من القراصنة والملايين من الجلادين من الوحوش الآدمية
ولكن اذا كان الكبار قد فقدوا براءتهم فمذا حدث للأطفال
هل انتقلت اليهم عدوى الكبار ؟
يكفى ان يجلس الطفل امام التليفزيون ويشاهد القتل والدم والجنس والمخدرات والخايانة والمؤامرات
لم يبق شيء لم يعرفه الأطفال
اختصرنا لهم الطريق فلم يعودوا أطفال ولم يعودوا أبرياء
فى البلدان التى نسميها منحلة توضع لافتات على دور السينما (( للكبار فقط )) وممنوع لأقل من 16 سنة والأطفال ينامون فى الثامنة ولهم حياتهم المستقلة وما يشاهده الآباء لا يشاهده الأبناء ولكننا لا نضع حدودا عندنا
ايقاع العصر الذى اقحمنا فيه ايقاع فاسد ومختل
وحينما نتخلص من هذا العصر سيعود الزمن بريئا كما كان يوما
ويعود الطفل بريئا كما كان يوما
إن أطفال هذا العصر أتعس الأجيال البشرية وليس كما قد يبدو للبعض بأنهم أفضل حظا

*********
ولهما أقول
من أجل ذلك كان لكما أن تسبقانى إلى هناك

***********************************

 كلها تنطفئ الأنوار
وفوق كل طيف مرتجف تنزل ستارة بساط الموت عنيفة كهبوب العاصفة الهوجاء
فتنهض الملائكة ترفع أقنعتها وتؤكد بأن المسرحية مأساة اسمها - الإنسان -
وأن بطلها هو الدود القاهر فى ظلمات القبر

هناك تعليقان (2):

  1. ***********
    ولهما أقول
    من أجل ذلك كان لكما أن تسبقانى إلى هناك

    ***********************************

    ردحذف
  2. في لحظات من عمر الزمن
    وعندما تتحدث مشاعر المحبة
    ويحين وقت روعة المناجاة لله
    يتذكر الإنسان أشخاصاً لهم في قلبه مكانه
    ولهم في وجدانه دلالة ..فيقول :الْلَّهُم أنّي أَبْكِيَك اشْتِيَاقْا لِمَن تَحْت الْتُّرَاب ،
    الْلَّهُم أَدَّعُوكْ و الْدُّمُوْع تَنْهَمرْ شَوْقَا لِمَن غَابوا عَنَّا ، بِأَن تَرْحَمْهم و تَغْفِر لَهُم ويصبرنا على فراقهم(نهر الحياه)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.