السبت، 9 يونيو 2012

لن يسقط حلمى



الزمن غير مسئول عن خطايا البشر

ومن قال غير هذا كمن يحاول أن يهدم بيتا على رؤوس سكانه وليس للبيت ذنب إن كان السكان منعدمى الشرف والأمانة والخلق
ما ذنب الجدران الجميلة واللوحات المعبرة والحديقة أن تتحول الى أنقاض لأن من عاشوا فيها كانوا لصوصا وسفهاء ومن قاطعى الطرق

انها ليست مسئولية الزمن لكونها مسئولية البشر
اننا من نصنع الزمن ونرتقى به ونضعه بين النجوم أو نسقط به فى القاع رغم كونه بريء من خطايانا وأخطاءنا
فلا لوم على ماء البحيرة إذا ألقيت فيها صناديق القمامة
الزمن رمز للبشر الذى يعيش فيه فلكل زمان رجال اذا كانوا كبارا كبر بهم واذا كانوا صغارا صغر بهم زمانهم
كما الأماكن تلقى بظلالها على ساكنيها أو مرتاديها وشتان بين الصلاة وأماكنها والمعصية ومن يتجه اليها
وربما يكون هذا الفارق بين زمان يعلمنا الفضيلة وآخر يدفعنا الى الرذلية والأماكن واحدة وطهارتها تختلف
والناس جميعهم بشر وسلوكياتهم تجعل منهم وحوشا أو ملائكة
كذلك الزمن يكون نقيا بنا أو فاسدا بأفعالنا
وأنا لا أستطيع التواؤم مع زمن يمتهن القيم ويستبيح الفضائل ويكون فيه اللصوص فوق الرؤوس والأشراف تحت الأقدام
لا أستطيع التصالح مع زمان يعلى السفهاء ويسقط أبناء الأصول وهم ما أقصد بأصحاب الخلق فليس فى الإنسان أعظم من أخلاقه
وإذا خسر الإنسان أخلاقه فقد خسر أعظم ما فى البشر
وحينما تشتد الرياح ويرتفع موج البحر ويظلم الليل وقد يسقط الجليد لابد أن تبحث الطيور عن صخرة أو شجرة تأويها من الطوفان وهى تفعل هذا بإحساسها ودون توجيه من أحد
كذلك يفعل الإنسان النقى حينما تتساقط القيم من حوله يحاول أن يكون مترفعا أمينا مخلصا حتى ولو كان كل شيئ حوله بعيدا عن ذلك
انها السباحة ضد التيار
وليس هناك أصعب من أن يعيش المرء فى غير زمانه وربما هذا هو قدر الذين يرفضون أن يجرفهم التيار
ويكفى فى البداية أن تنقذ نفسك فترى الحق حقا ولو ضللوك وترى الليل ليلا ولو خدعوك وترى الفضيلة فضيلة ولو زيفوا كل شيئ
ويجمع الرافضون للزمن الردئ
ويصنعون فريقا ثم جماعة وتصنع الجماعة وطنا وتكون الأمة ومنهم يبدأ الخلاص

وما زلت أحلم بك ولك وأبدا لن يسقط حلمى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.