الثلاثاء، 12 يونيو 2012

حريتى ياقبلتى



يا أيها الجلاد‏‏ ارحل عن ربوع مدينتي

دع أغنيات النـورس المقـهور‏ تـشرق فوق وجه سفينتي
دع فرحة الفجر الذي سجنوه في وطني تـعانق فرحتي

كل الملامح هاجرت كالحلـم
دعني كي أري وجهي وأرحل في عيون حبيبتي
فمتي أعود إلي بلادي ؟
إنني سافرت من وطني إلي وطن وطالت غـربتي
دعني ألمـلم في بقايا العمر‏ ما أقساه موت كرامتي
إني سأقتل كل فئران الحديقة‏ واللصوص‏ ومن أضاعوا هيبتي
من نصبوا الطـغـيان سلطانـا فداسوا ضوء عيني‏ واستباحوا أمتي
يا أيها الجلاد سيفك لم يعد أبدا يهز سكينتي
إنـي سأطلق من قبورك غضبتي
حطمت أصنام المعابد كلـها وعرفـت في زمن النـخاسة أين تاهت قبـلتي
حريتي‏  يا قبـلتي‏
يا دمي المهزوم في صدري ويا حلـمي الذي صلبوه جهرا‏ في سماء مدينتي
يا صوتي المخنـوق في زمن الموالي‏
يا نزيف براءتي
يا أيها الوطن الذي قتلـوه في عيني وراحوا يسكرون علي بقايا مهجتي
حريتي‏‏ يا قبـلتي
يا موطني‏‏ مهما تغربنا وضاعت في الدروب هويتي
ميعادنا آت‏‏ فضوء الصبح‏ يرفع كل يوم جبهتي‏
قد كنت أدمنت الظلام‏ وداست الأقدام عمرا‏ قامتي
يا أيها الجلاد
قد دارت بنا الأيام لا تنظر لرأسي‏ إن رأسك غايتي
يا أيها الجلاد‏
لا تطلق خيولك في دمي نيشانـك المهزوم تاجر‏ من سنين في بقايا أعظمي
قد بعتني حلما وبعت العمر أطلالا وبعت الأرض إنسانـا بأبخس مغـنم
قد بعت للأصنام تـوبة مسـلم وأقمت عرسك في سرادق مأتمي ودفنت ضوء الصبح‏ في سرداب ليـل معتم
كبـلتني بالصمت‏حتـي ماتت الكلمات حزنـا في فـمي
قيدتي حتي ظننـت
بأن هذا القيد يسكن معصمي
وقتلتني
حتي ظننت بأن قتل النـفس‏ في الأديان غير محرم
فإلي متي‏
ستظل تركع للضلال وبين أحضان الخطايا ترتـمي ؟
وإلي متي
ستظل خلف سجون قهرك تحتمي ؟
اخرج لتلقي ياعدو الله‏ حتفك في المصير المؤلم
وانظر لقبرك إنه الطوفان‏ يلعن كل عهد مظلم
لم يبق من كهان هذا العصر غير جماجم القتلـي‏
وصوت الجوع‏
والبطش العمي
صارت نياشين الزعامة في عيون النـاس‏ جلادا‏
ونهرا من دم
قد خدرونا بالضلال وبالأماني الكاذبات‏ وبالزعيم الملـهم
ماذا تقول الآن يا قلبي ؟‏
أجب
من كان في عينيك يوما ثائرا الآن أصبح في سجل القهر
أكبر‏ مجرم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.