الخميس، 6 نوفمبر 2014

غياب عسير


في الطرف الآخر من الجرح تمكثين منذ أعوام
وفي روحي المصلوبة بحنانك ووجع العراء يحملني
ويطوف بي بين الوجوه الغريبة

 الصبح حلم  فوق كفك الغائبة
وفي مرايا الليل يشرق وجه الإنكسارات الكبيرة
هنالك حيث تغمر وجه القمرالشاخص نحوك لعله يوصل  النداء
أتلو تعاويذ الرحيل

أجترح الحياة بعدك بكل هذا النزق واني لم ازرك حتى اليوم
بيني وبينك ينتصب رصاص ملثم
يقتنص بهجة عناقنا المؤجل
افسحي لي مكانا قرب رائحة عرقك
اتدفأ بها فالعراء بارد ولن ازعجك بصوت انفاسي

الرصاصة اكثر حنانا من الاختناق او الموت صمتا
 ان وجهي لم يعد لي
وان الأطفال الذين تركتهم صغارا
كبروا
وأني عدت أصغر
يرتديني العراء
 كلما توسدت صورتك المعلقة بين الهدب والهدب
واقول لك فيما اطلق من هذيانات
ان الليل طويل  وقاس
وان الوطن ناء مثلك
فقد انتبذ هو الآخر قصرا في الرمال
واني وحيد
وان النجم العالق في أذيال السماء انطفأ
اقول ان الريح تصفر في جسدي مثل فزاعة تنتصب في قلب العدم

كان هنالك جسد
وكانت يدك التي تهدهد وجعه وتلم شعثه وتهندم حزنه
كان هنالك أنت
 تعبدين الدرب بالياسمين
 وتعفرين الارصفة بالأدعية
 لتحفظ خطواتي وهي تمرعليها
 لئلا يخدشها الهواء العابر
لا أهاب غضب الموج
 لأني أرى ابتسامتك تقف خلف الأعاصير
 ووجه السماء الملبد بالمجهول
غابة تنمو فوق عصب الانتظار
صبح العناق بعيد
والمحطة يعلوها الغبار  لعابرين بلا خرائط
ووجهك في الأفق يلوح لي الأعناق
وصوتي يتسامى في ليل الوحشة والخوف
أغلقوا النوافذ
اطفئوا الشموع
النور يجرحني بغياب عسير


هناك تعليق واحد:

  1. كل الصفحات التي كتبت حقيقه انا سعيده جدا انا علي هذه الصفحات

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.