السبت، 15 نوفمبر 2014

صوت من أمل



يظن أن هناك من يطبق عليه وبقوة
يختنق  ويصارع بضعف مستميت بلا جدوى
يصمد
ودوي صراخه في الأعماق يهيم   بين آهة وسكتة
وبين ومضة أمل شاحبة تدعوه للإسترخاء وسط ضجيج الصراع
علها تكون سببا لسكون لحظي
ولكن ببرود تنطفئ وتتركه يصارع وحيدا
في تلك اللحظات يدخل في دوامة الكوابيس
مادام الصراخ يصدح في أجواء يومه العليل
تهاجمه الخيالات

أحيانا
يخيل إليه أن قلبه ينبض في شفتيه أو في أذنيه
بل كان يشاهد النبض بأم عينيه يرتجف بين كفيه
فيحاول إيقاف الإرتجاف
 تخذله بضعفها أصابعه وكل أعضاء جسده تخذله
فيغمض عينيه مرهقا
ويسلم روحه لأول كابوس على موسيقى الأنين

وأحيانا
يهاجمه كابوس خيالات أسوأ
يتذكر أن الثانية هي ربما كرمشة عين والدقيقة  أن يعد المرء إلى الستين
والساعة ستون دقيقة
ويحاول التأكد ليحسب نصف الساعة ليسكت الوجع
ويشعر أن الثانية ما عادت رمشة عين
ويصل العدد الى الستين فلا تمر الدقيقة
وينتظر وعينيه على الساعة  والإنصات بعمق
صوت تكات الساعات يلهيه عن قرع طبول
ويطول انتظاره وكأن دهرا قد مر
وينام من تعب الإنتظار ليبدأ فصل آخر من الكوابيس
يتصارع ليستيقظ
يدرك إن اليقظة أقسى من أضغاث الأحلام
وما يحدث فى داخله من اختناق وحرارة ووجع وألم
هو حروب بين فيروساته والمضادات
صراع بينهم قد احتدم
صراع مستمر
يجلس خائر القوى يحاول طرد الخيالات التي تلفه كجثة في كفن
يحبس أنفاسه
شهيق عميق ثم زفير كبركان
ولاتزال سكاكين المرض لا ترحم طاعنة هنا وهناك
كآلة غبية تأبى التوقف وتواصل دمارها والهدم
يجاهد للوصول إلى لوحته البيضاء
ينزع غطاء ألوانه ويختار الأصفر
ربما هو لون شحوب وجهه ولون اصفرار أيام حياته
ربما يعبر هذا اللون عن صحراء لصحته الجرداء
ومقاومته الصفراء ضد هجوم المرض
إلا انه لم يختر هذا اللون ليزيد أيامه تعاسة ووجع
اختار هذا اللون ليرسم في لوحته شمسا تحرق شياطين خيالاته السوداء
وتنير عتمة لحظته وتمده بشعاع أمل مهما كان ضآلته فيلتمس لنفسه سكينة هجرته
كأن أصابعه استشعرت دفء الشمس اللطيف
فقاومت الضعف
رسمت وردة
تحتها أوراق خضراء تناثرت هنا وهنا بفعل الريح
وريقات لم تستلم وظلت تقاوم
فكرة أدخلت بعض السرور لقلبه المثقل بالألم
فكأنها أيضا قد حررت نفسه من الضعف
فسمع أصوات داعبته وتناسقت مع أنينه بمعزوفة تحاكي الروح
تخيل أنها لمست ألمه فأسكنته
يواصل الرسم بشغف
وفي لحظة وعي حسي  يدرك
أن الصراع لازال مستمرا فى الوجع وصرخات الألم
سكاكين تطعن
موسيقى المرض لازالت تعزف بشجن
إلا إن العزف تخلله صوت نابع من أمل
وشعاع شمس أنار له حقيقة الأزل

رحمة الله فوق كل شيء
يلطف
بعباده يرحم
يكرر النداء  من جديد
رحماك ربي
خفف عني البلاء عافني  يا إلهى

أفكار الأمل جعلته ينام


هناك تعليق واحد:

  1. اكتب علي لوح الزمان .......... الريده بيك ما اعظمها

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.