الخميس، 27 فبراير 2014

هذيان



عن الاحلام قالت:
عادة ما تكون الاحلام صامتة فإن تكلمنا  تحولت الى حقائق والحقائق مرة لن تقوي على تحملها

كانت على حق فعندما كانت حلما كانت فرحتي بها تكايد قسوة زمن طحن بقايا الامل

وفي لحظة حنين عند الغروب رفعت رأسي الى السماء ووضعت يدي على صدر ملؤه وجع
طلبتك امنية تشبه احلامي فأمطرتك غيوم الحرمان
اختفت حدود الزمان والمكان
صرت كياني
وظننت ان كينونتك ولدت معي
ماذا افعل بايامي إن ودعتك
سأعيش حتما لكني ابدا لن استعيد ارتجافة شفتي في اول فرحة
وخفقات قلبي مع اول كلمة
وصعود روحي الى جنة الامان التي يظللها وجودك
ابدا لن اعود كما كنت فهناك في قاع الروح
استقر مصباحي السحري يختبئ فيه سر الحياة

تعلم ان العمر مسافر غريب والايام سنونوات مهاجرة واننا اضعنا حقائب السفر في محطات الصقيع
تدرك ان الفرح تاجر بخيل فلم سلمته كلمة السر فباع احلامنا في اول سوق نخاسة
ليتك رضيت بالبقاء اسيرة  مصابيح الامنيات
لكن نزق طفولة احلامي أغضب الجني فأطلقك عقابا لبراءتها
وبحلم أسير حملتك جراحي امانة فلم تصنها
وانما رددتها الي أضعافا مضاعفة
تتقافز ذكراك امامي في لحظات اليقظة طفل مشاكس يطل برأسه عبر زجاج نافذة
تقاطعني
فتتغير خارطة الكلمات وانسى ذاكرتي لأقول كلاما يخرج عاجزا عن ترتيب ابجديته
اصمت
تسافر عيناي في وجوه مكررة أملا في نسيانك فلا يتبقى امامي سواك
ماض يتيم وحاضر ممنوع من السفروغد مجهول فكيف يقود الاعرج اعمى
وتمضي أيامي داكنة مثل ذاكرتي عندما تغيب عنها صورتك
دائما هنالك غد لست فيه وأظل اعد حصى الشوق على جرف الغياب
وفي كل يوم اعيد قياس نبض كلماتك التي لجأت الى احضاني في غفلة من رزانة صمتك
ابحث عنك فيها اغمرها حبا
افرك حبات عطرها واعتصر رحيقها
اخبئ حروفها في زاوية عين ارقها انتظار نجمة اخر الليل تخطف مع طيفك
وينتابني اليأس فارفع اشرعة النسيان بحثا عن جزيرة ابعد من الخيال لادفن فيها ذاكرتي المتخمة بك
في ليل يشبه زنزانة تطوقها عين السجان
يفلت حلم عابر القارات ملقيا شظايا الارق فأرى طيف امي تغزل ضفائر اشعة شمس تطل خجولة عبر القضبان
تحيلني الى خيال فأتسلل معك
ارافقك في سماوات دون افق
تحذرني جنية الفرح: لاتنسي دقات ساعة الخيبة
انازع
لأكبت صرخة تجمح وانا أسقط في صحراء وحدتي الملبدة بالاسئلة
هل تناهى الى سمعك وجع صرختي لحظة قطعت حبلا سريا يجمعنا بسكين صدئة ليعلن رحيلك نبأ وفاة الوليد الذي لم ير النور بعد؟
لا تسأل أين وكيف ومتى ولم حدث كل ماحدث؟
لا تكثر الاسئلة
يكفينا عمر تعكز على علامات السؤال
وتقيأ علامات التعجب
وطرحته ادوات النفي ارضا
دع الاسئلة ولا تبخل برماد يتململ تحت ركام السنوات
ياعزيزي
الدقائق
الساعات
الايام اليتيمة التي تتوسل اطلاق سراحها
هي الجواب
هل تريد جوابا آخر
اجهل ما اقول فقط كنت اود لو انني قلت


لا تبتعدى



كل شيء يدفعني للإنتماء الى ما حولي والى عالم لايوجد فيه سوانا
الى مملكة يحكمها جلال الصمت وهمس العشق وسماء تختلط فيها ملامح الشمس والقمر والليل والنجوم وتختفي فيها معالم التاريخ وتفاصيل دقيقة كثيرة كثيرة

ويصير للأشياء طعم آخر وتتلون الشمس والسماء ويرقص الورد على أنغام الضحكات وأعشق اسمي وأحفظ ملامح وجهي وأنتمي الى جلدي وأهرع لمعانقة نهاري بإنتظار لحظات يكسر جمودها وقع خطوات طيفك وألوذ بحمى الليل لأجمع لك باقة احلام وأعلن العمر حاجته الى ما تبقى من السنين

وتستيقظ صباحات حالمة بفجر لايشبه الأزمان ومشوار تتزاحم فيه طوابير لساعات الإنتظار ليشرق طيفك ويمحو آثار تعب النهار والقلق من المجهول بين ظلال الغمام

وفي عينيك تتيه الأمنيات ويسعى المجهول الى فهم جوهر أنت حاضره
وأجمع آلاف الحكايا الملونة بتاريخ تهمله الكلمات فاختارك بداية لتقويم يؤرخ حلما ولد بعد مخاض عسير على صخرة النسيان وحلم بعد حلم ويكبر الفرح ويحمل حقائبه مرتحلا اليك لينهي غربته مسترخيا يستعيد جنسيته مستوطنا راحة يدك عله يعينها في حمل رأس مثقل بالأنين وبين ليلك واحلامي طريق تجهله الخرائط وساعات يديرها نبضي فتختلط الدقائق والثواني تحت ضغط اللهاث تشرئب عيون الساعات تسائل لهفتي ان تهدأ فعقاربها تتساقط اعياءا وبين الكلمة والكلمة يتعثر لساني واخشى ان أنطق فتتخلل آهات تبعثر الحروف ولم تعد المرآة تعكس صورتي بل ظل قاتم لملامح فقدت نقطة ارتكازها في غربة الحنين الى آخر دقائق عمر حزين فيه أخبئك تحت وساداتي بين طيات احلامي خشية ان يراك السجان وكلما ابتعدت الشمس في قلب السماء تلاشى ظلك ملوحا بيد أرهقها الشوق والانتظار
وأبقى وحيدا أودع الخطوات كما نودع المسافر لساحات الحروب فيحل ظلام قبل أوان
وتذوب الخطوات في ظلام الليل وأهرب من وحدتي الى جحيم أحلامي بحثا عن عالم لا ينتمي الى حزن الليل وجراح الذكريات وأشعر أني لا أشبه غيري وتختفى ملامح هويتي وأتسكع على رصيف الوحدة وأتوسل الأمل بين زوايا اليأس ومنك أستمد قوتي وبجانبك أسير مستقيم الظهر فلا تبتعدى
فقد تقوس ظهري بما يكفي

أمل جديد


بصرخاتنا العالية يسمعنا الغد وبعد الغد
يداعبنا برفق ويجارينا بهمس حنون
بلوعتنا الحارقة يستفيق الحنين ليذكرنا بسقم الماضي
بوجهه الأصفر الشاحب
يسعل على جنبات الليل وحشرجات الأسى
نكسر زجاج الأماني المزيفة على أوجاع مزمنة ومخلفات الاستبداد والقرصنة
نهزم سلالات القمع والرذيلة النائمة على الأرصفة
وطغيان ظالم جبار
نحكي الأسرار والخبايا
نتقيأ المرارة بدم قاتم في دياجي الظلم
وشظايا الكسور
الوجع الى الغد يمضي ويعلن الموت بمشنقة الأفول
والصدى يردد فينا صوتنا المخنوق بالعبارات المرسومة
نرسم أملا
نوثق عهدا
نرش عطرا تعانقه كل الفصول
ننقش أحرفا بالتراب والماء تسطع في السماء بالنور والضياء
تنير ما أطفأه فينا دمار المخربين وزيف المنافقين
وخداع المتملقين

بحكمة العقلاء نعيد بصرخات عالية
نعيد
بسمة أمل جديد

حنين

يراودني الحنين الى الأمكنة النائية يجهل الطريق إليها العابثون
وأتمنى أن أجد أحصنة لا يقتربها متملقون
وجحور لا تخترقها أعين الجواسيس والمخبرين وسماسرة تبيع الكحل لفتيات الليل
أين الهروب والرصاص يخترق الصدور والعهر يستوطن أستار الدروب

موغلة عيون المساكين في حق الرغيف يسكنها وجع مخنوق فلا تعي غير البكاء

أنثر أملى



أسقطت من ذاكرتي همس الحلم
أسكنته خيال أحرفي  الملصقة على جدار الورق
تجتر مر الأسى من لسع الألم ودمعاتها تنساب من لفح الندم
تتحسر على الذي ضاع واحترق من بسمات تكسو جسد العذارى
تتراقص على خصر الهيام
تتهادى
تغفو على هديل الحمام بلا عناء ولا أرق
عيونها تائهة في جوف الغسق
يهزج الشوق للفجر بسحرها وعطرها الفتان للحسن من لهفتها
تعيد الفرحة من صبوتها
تسكن في انعكاس المرايا بلا انكسار ولا شظايا ومن شرنقة فضول النظرات تتوارى

من خلف الستار سقط القناع
أسقطت أحلامي وهمس ذكرياتي
هاجرت الى دروب الرحيل
أمتطي جدار أمل يتيم ممزق بثقوب الطريق
 مفكك
تغرقه حبات المطر
تتراجع المسافات من قدمي وتهرب دوما الى الماضي
أعاندها أسابقها فأسكن عمر أوراقي أحيا سنين أحرفي
أدفن كل جثثي خلـف السطور بلا اسم ولا عنوان
أمزق آهاتي وأرمي شبق جنوني
ووحدي أقف أقرأ سطوري
أعلن حضوري  بخواطري المولودة

أنثر أملي
أبثها شعورا لكل عابر سبيل عبر يمر هنا هاربا من دمار الجفاء
أو من مقصلة الشقاء طامعا في شغف الحنان
كانت أوراقي مرفئ الأمان
ركبت على جسر الرياح وعبرت الانهار ولاست على الاغصان والأشجار
 تحمل عطرا لا يخفي سرا