وتستتر كلماتنا خلف أوراق التوت
وخلسة منا يتمدد في دهاليز الثورات سواد فيربكنا
كم نخاف كلما شعرنا بالأمان
وكم نعشق كلما طوقنا الخوف وأثقلنا انكسار الروح
أتأملك
وعلى عيني عصابة من رماد كل الذين أحرقوا عبر التاريخ و التهمت النيران أجسادهم لينيروا لنا العتمة
أيها الموت
تستلمهم بكل أمانة وأنت تبتسم في سخرية من حمق أولئك الذين أحرقوهم وظنوا بأنهم تخلصوا منهم ومن حبرهم الذي أثقل الورق بسواد منير فتغرسهم في تربة الخلود لتبرعم أرواحهم
ويبعث حبرهم و مع طلوع كل صبح تشرق كلماتهم التي لا تموت
ومن حيث لا يعلم جلادوهم تنتزع منهم الأرواح و تنزلهم من سعة قصورهم المشيدة
وإلى ظلمات الحفر فترمي بذكراهم في هوة الفناء
وتبقي رماد من أحرقوا نورا في وجدان أجيال من البشر
وكأن قدر البشرية أن لا يأتي نور إلا بعد حرق اللحم البشري و تصاعد رائحته في طبقات السماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.