الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

ذكرى المجزرة

نلوك حموضة الوقت
وتستتر كلماتنا خلف أوراق التوت
وخلسة منا يتمدد في دهاليز الثورات سواد فيربكنا

كم نخاف كلما شعرنا بالأمان
وكم نعشق كلما طوقنا الخوف وأثقلنا انكسار الروح

أتأملك
وعلى عيني عصابة من رماد كل الذين أحرقوا عبر التاريخ و التهمت النيران أجسادهم لينيروا لنا العتمة

أيها الموت
تستلمهم بكل أمانة وأنت تبتسم في سخرية من حمق أولئك الذين أحرقوهم وظنوا بأنهم تخلصوا منهم ومن حبرهم الذي أثقل الورق بسواد منير فتغرسهم في تربة الخلود لتبرعم أرواحهم
ويبعث حبرهم و مع طلوع كل صبح تشرق كلماتهم التي لا تموت

ومن حيث لا يعلم جلادوهم تنتزع منهم الأرواح و تنزلهم من سعة قصورهم المشيدة
وإلى ظلمات الحفر فترمي بذكراهم في هوة الفناء
وتبقي رماد من أحرقوا نورا في وجدان أجيال من البشر

وكأن قدر البشرية أن لا يأتي نور إلا بعد حرق اللحم البشري و تصاعد رائحته في طبقات السماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.