الثلاثاء، 31 يوليو 2012

من بعض الذكريات



فى احدى قرى محافظات الوجه البحرى فى مصر
وقبل الهياج العالمى لنقل الهوية القروية الى هذا الامتساخ المبغى الوصول اليه
وقد نجحوا

وكنا فى منتصف السبعينات
وكان علينا ان نسافر يوميا من قريتنا الى اللجنة القائمة فى المدينة لأداء امتحانات الثانوية العامة والمسافة ثلاثة كيلوميترات ومنا من يسيرها أو من يستخدم الوسائل المتاحة وقتها
وكان الحنطور هو وسيلتى الى الانتقال يوميا الى لجنة الامتحان
وكنت المكمل لخمسة من زميلاتى فى نفس العمر نتحرك يوميا الى تلك اللجنة

وكل يوم فى الذهاب صباحا نتحايل جميعنا على سائق الحنطور أن يسرع خوفا من التأخير وكم كان رائعا هذا السائق رحمة الله عليه وبعبارة واحدة فى كل المرات كان يرد علينا بلهجته العامية البسيطة والمليئة بكل الرحمة

(( أصل بسلامتها حامل ))

كان هذا معنى الجواب الوحيد الذى يكرره لنا فى كل المرات بلهجته العامية التى تفيد هذا وكنا نسكت احتراما لحالتها وحملها
ونحاول فقط التذكير من وقت لآخر بموعد غلق اللجان اما عن رحلات العودة فلا يهم متى نعود

 وفى اليوم قبل الأخير وفى رحلة العودة
ولا ندرى ماذا حدث
ودون مقدمات انفصل الرابط بين وصلتى الحنطور ووجدنا انفسنا فى استقالية عن الجزء الأمامى
وكان أشبه ما يكون بتلك العجلة الحربية التى استخدمها أحمس فى حروبه مع الهكسوس

ونحن فى الجزء الخلفى مذعورون من هول المفاجأة ومن الإصابات والجروح الناجمة لهذا الارتطام مع الأرض الناجم عن الانفصال
 وسائق الحنطور بالنصف الأمامى منه يبتعد عنا فى محاولاته لتهدئة الفرسة المزعورة مثلنا مما حدث وخوفها على حملها أن يصيبه الضرر ازداد هياجها

وخبر صغير قرأته اليوم كان محركى بتذكر تلك الواقعة
والخبر يقول ان اللجنة التأسيسية لوضع الدستور فى مصر ستنتهى منه فى خلال شهرين

توضيح
(( أصل بسلامتها حامل ))
والكلمة التى تطلق دائما على الحامل فى الحيوانات هى ( عشار ) وتنطق باللغة العامية ( عُشر ) بضم حرف العين وتسكين حرف الشين والراء

رحمة الله عليك ايتها الفرسة العٌشر
ورحمة الله عليك يامن كنت صاحبها ورحيما بها وبعٌشرها
ورحمة الله عليكن زميلاتى ومنكن من سبقت الى العالم الآخر

ونحن فى الطريق
وترحل سنوات القرية الجميلة كما ترحل كل سنوات العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.