الدنيا ليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل
و الكل في تعب
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف
فما اختلفت النفوس وما تفاضلت إلا بمواقفها وليس بالشقاء والنعيم اختلفت
ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا و الآخر صعلوكا
وحيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم
أما وراء الكواليس على مسرح القلوب في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق و الحقيقة
فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم
و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان
ويلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم
ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين
تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة والمقدمات التي تسبق اليوم الموعود
يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر
إلى شقاء حق و إلى نعيم حق
يوم لا تنفع معذرة و لا تجدي تذكرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.