السبت، 15 أغسطس 2015

صمم الوحدة

مع حافة الغروب‏
يعتصر الشفق حمرته المتوهجة ويقطرها
تملأ بالدمع كأسا يجد لمذاقها برودة الثلج المذاب في قنينة العطر
فيشرب‏
ويشرق‏ بغصته الخاصة حين يتذكر أنه وحيد ‏ولانديم هناك

هل الوحدة ان نعيش بغير حب أم أن يدركنا السأم
قال أحدهم الجحيم هو الآخرون
فهل  أنا هو الفردوس
العشق يسربل الموجودات
تعلو الغشاوة اسوار المرئيات
ومن غبش المساء تنفذ أشعة متقطعة لنجمات قريبة
لكن الصمت يسود حتي شقشقة الاسراب العائدة من رحلة النهار
صمتت
يضطرب صدره بخفقة ملتاعة حين يتذكر أنه وحيد ولانديم له
يقرأ كثيرا عن وحدة الشعراء وأرباب الخيال
يراها وحدة مفعمة بالوجود لعرائس الوحي
الفنان لايعيش في وحدة
لايمكن ان تسجنه الجدران ولا الهجير ولا عواصف الشتاء
أفكاره تحلق حوله كحوريات البحر
قادر هو علي الإئتناس بعالمه وخلق موجوداته
يرفض أن يقال عنه ما يشير الي فراغ العالم حوله
خبير هو بملئ  الفراغات وإفراغ الحياة من  اقتحام  التفاهات

في امسيات بعيدة كانت هنا دائما
عند مهب الأنفاس الحارة
يتناقشان ثم يتفقان
وجرعة الوداع ترسم في العيون دمعة انسحاب
يمزقان الاتفاقات ويبكيان حتي الفجر
والآن لم يتبق إلا أصداء تتردد في آذان اصابها صمم الوحدة


هناك تعليق واحد:

  1. أى اتجاه لدعوة المسيحيين لاعتناق الإسلام فى مصر يجد ترحيبا شعبيا ويعتبره الكثيرون واجبا دينيا وتغمض السلطات أعينها عنه بل تساعد عليه فى كثير من الأحيان وفى المقابل بالطبع فإن أحدا لا يتخيل حدوث جهد منظم فى الاتجاه العكسى ولو حدث ما يشبه ذلك بجهد فردى لأصبح يندرج تحت بند (إثارة القلاقل) وخطورة ما أذكره هنا أن فهم حرية العقيدة على المستوى الرسمى سواء كان الحكومى أو الإعلامى أو التعليمى هو الدعوة إلى تحويل مصر إلى دولة دينية فيحل الانتماء الدينى محل الانتماء الوطنى أو يسبقه على الأقل ويتم إلزام غير المسلمين باتباع شرائع المسلمين والدفاع عن (دول الإسلام)
    الراحل فرج فودة

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.