الجمعة، 16 يناير 2015

بلا رحمة



وقالت مخيفة هى الوحدة مخيفة ليالي الشتاء
مرهقة أنا
أقلب ذكريات شتاءاتنا أعيد الصور الممزقة لوضعها أسكب القهوة في فنجاني
 وحدي أستمع لعزوف الشتاء
الأمطار في الخارج تتأوه تهطل بغزارة
نيران المدفئة تحملق يمينا وشمالا وكأنها تبحث عنك تشعر بالبرد مثلي
أنبش بقاياك وأبحث عبر نوافذ الزمن أخترق جدران السطر لنرجع معا
كل جزء من هذا الكون يشتاقك الأرض والعشب والهواء وحتى الغروب
كل شيء يشتاقك غريب ما نحن عليه
نتبادل الأشواق عبر المحيط عبر الغيوم التي تبكي على أرضك فتصلني
لتبكي علي
نحتمي بكنزات الشتاء
نمشي بحذر وخوف
نصطاد قطرات المطر بكفينا
نرفع رأسينا للسماء فنشرب المطر ونداعبه بأهدبنا
ننسى أننا في بلدين مختلفين
ننسى عقم  الشتاء ولياليه
نتقاسم المطر هنا وهناك حيث مربع الفراق يجمعنا فيبللنا المطر
ترتعش جسدينا بردا
نحضن نفسينا بشغف الاطفال
وهنا يذبحني قدرنا الساخر
يالقساوة اللحظة ذات السيناريو يتكرر بألم متضاعف وأظافر مقضومة وخفقات قلب ميت
ذات النفس المسلولة توقع جسدي المنفرد بهذه النافذة الصغيرة المطلة على ساحل الشتاء
 فنجان القهوة لا زال معلق بإصبع يرتجف
هكذا تبكي السماء دائما
تبكي
وتبكي
وتبعثر العواصف دموعها
بلا رحمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.