الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

كل اللحظات



جميلة هى الحياة
فيها ما هو محير للعقل ويتيه منا التمييز لحالتنا الملتبسة بين الحزن الشديد ومن الحب الشديد
خليط هى بين هذا وهذا
وفرق فى الشعور باختلاف النسب المكونة للحالة
كل اللحظات
وعلى البعد أرسل وتأتى الاجابة رغم عدم وجود رسالة مكتوبة
ربما من شعور غريب فى كل شيئ
ورغم الشجن بشعور الحب والخوف
ورغم المساحات بين الخليط يكون متجانسا
وكل شيئ مغلوط
ويختلف الخليط بمدى تقديرنا من دافع الإحساس وبعض الصدق فى مواضعه
وكل الصدق فى كل مواضعه
وتلك التشفيرات تعجزنى
ومنى اليك بدايات جديدة لمرحلة جديدة
فيها انت فيها
رغم عمق اختلاف الجذور لكنه فى سبيل ما لا نستدرك وما لم نرضى
وأقر لك بالتالى :
قدر هو  أن نأت فى زماننا وليس المكان مكاننا
نحن فى الزمان الحقيقى ولسنا فى أماكننا
فقط هى الأماكن المزيفة علينا
ليست أماكننا
نكره عليها
ورغما عنا


الأحد، 16 نوفمبر 2014

لا تفعل إثما



نحن متشابهون فى دواخلنا
والسماء تحمينا
ولو كان هذا هو الخطأ فالخطيئة ألا تشاركنى فيه
بعض الرجال كاذبون
وبعض النسوة سنونات ولا تعرف أين تبنى أعشاشها
تعلم أن تبصر وأنت مغمض العينين
تعلم ان تسمع صوت الذى لا صوت له
تعلم كل شيء ومن ثم إنس كل شيء
تعلم الطريقة ثم اكتشف طريقتك الخاصة والطريق
كن مثل الموسيقى
مثل شاعر يرسم بالكلمات
لكن لا تفعل إثما
لأنه يشبه الماء وبرغم ذلك يمكنه قهر الصخور
لا تقاتل بل يجب أن تنساب حول خصمك من دون شكل
فى داخلك
وأنت وحدك يتحرر


السبت، 15 نوفمبر 2014

صوت من أمل



يظن أن هناك من يطبق عليه وبقوة
يختنق  ويصارع بضعف مستميت بلا جدوى
يصمد
ودوي صراخه في الأعماق يهيم   بين آهة وسكتة
وبين ومضة أمل شاحبة تدعوه للإسترخاء وسط ضجيج الصراع
علها تكون سببا لسكون لحظي
ولكن ببرود تنطفئ وتتركه يصارع وحيدا
في تلك اللحظات يدخل في دوامة الكوابيس
مادام الصراخ يصدح في أجواء يومه العليل
تهاجمه الخيالات

أحيانا
يخيل إليه أن قلبه ينبض في شفتيه أو في أذنيه
بل كان يشاهد النبض بأم عينيه يرتجف بين كفيه
فيحاول إيقاف الإرتجاف
 تخذله بضعفها أصابعه وكل أعضاء جسده تخذله
فيغمض عينيه مرهقا
ويسلم روحه لأول كابوس على موسيقى الأنين

وأحيانا
يهاجمه كابوس خيالات أسوأ
يتذكر أن الثانية هي ربما كرمشة عين والدقيقة  أن يعد المرء إلى الستين
والساعة ستون دقيقة
ويحاول التأكد ليحسب نصف الساعة ليسكت الوجع
ويشعر أن الثانية ما عادت رمشة عين
ويصل العدد الى الستين فلا تمر الدقيقة
وينتظر وعينيه على الساعة  والإنصات بعمق
صوت تكات الساعات يلهيه عن قرع طبول
ويطول انتظاره وكأن دهرا قد مر
وينام من تعب الإنتظار ليبدأ فصل آخر من الكوابيس
يتصارع ليستيقظ
يدرك إن اليقظة أقسى من أضغاث الأحلام
وما يحدث فى داخله من اختناق وحرارة ووجع وألم
هو حروب بين فيروساته والمضادات
صراع بينهم قد احتدم
صراع مستمر
يجلس خائر القوى يحاول طرد الخيالات التي تلفه كجثة في كفن
يحبس أنفاسه
شهيق عميق ثم زفير كبركان
ولاتزال سكاكين المرض لا ترحم طاعنة هنا وهناك
كآلة غبية تأبى التوقف وتواصل دمارها والهدم
يجاهد للوصول إلى لوحته البيضاء
ينزع غطاء ألوانه ويختار الأصفر
ربما هو لون شحوب وجهه ولون اصفرار أيام حياته
ربما يعبر هذا اللون عن صحراء لصحته الجرداء
ومقاومته الصفراء ضد هجوم المرض
إلا انه لم يختر هذا اللون ليزيد أيامه تعاسة ووجع
اختار هذا اللون ليرسم في لوحته شمسا تحرق شياطين خيالاته السوداء
وتنير عتمة لحظته وتمده بشعاع أمل مهما كان ضآلته فيلتمس لنفسه سكينة هجرته
كأن أصابعه استشعرت دفء الشمس اللطيف
فقاومت الضعف
رسمت وردة
تحتها أوراق خضراء تناثرت هنا وهنا بفعل الريح
وريقات لم تستلم وظلت تقاوم
فكرة أدخلت بعض السرور لقلبه المثقل بالألم
فكأنها أيضا قد حررت نفسه من الضعف
فسمع أصوات داعبته وتناسقت مع أنينه بمعزوفة تحاكي الروح
تخيل أنها لمست ألمه فأسكنته
يواصل الرسم بشغف
وفي لحظة وعي حسي  يدرك
أن الصراع لازال مستمرا فى الوجع وصرخات الألم
سكاكين تطعن
موسيقى المرض لازالت تعزف بشجن
إلا إن العزف تخلله صوت نابع من أمل
وشعاع شمس أنار له حقيقة الأزل

رحمة الله فوق كل شيء
يلطف
بعباده يرحم
يكرر النداء  من جديد
رحماك ربي
خفف عني البلاء عافني  يا إلهى

أفكار الأمل جعلته ينام


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

والعمر يمضي


 ماذا تبغي أيها الأرق
ماذا ترتجي من أسير مفعم بالوجع
تنام العيون من حولي وعيناي معلقتان في سطوة الهذيان
يا قلبي متى تودع شروخ المسافات
وتعانق صبحا تبرعم في الندى
كي تعود البشرى لثغري
والدمع  ينسكب فرحا آسرا
تتغنج مباهجي بصباباتي
بلهفة تتلظى بحنين أعماقي
عيناي تسبحان في غسق الرحيل
وهزيج الفجر يرتق ضفائر البعد
فيتضوع السعير
ويتعسل الحنين بكؤوس اللقاء
تتكسر الشهقات على وهاد الوسائد
فأستسلم لأحلام عمر يمضي يتوشح بالدفء
كأرض عطشى تشقَقَت
ونار قيظ تبعثرت في تضاريس المباهج
أسرع فما عاد للدهر إقامة
والعمر يمضي
والينابيع أوجعتها تواريخ القيامة


وأنت ملاذي


 أحملك بين أضلعي أينما توجهت
وأنت ملاذي
بعطر وجودك تتسربل أحلامي
وعند أعتاب حروف اسمك تعرج النبضات
أتضرع بقلبي
تتمزق الحجب
وتتجلى الروح
أعشق صمتي في محراب الحب
يلج الجسد في الروح ويبلغان أرقى حالات التوحد
يفيض البحر
تنتفض روحي عارية إلا من زبد الشوق
أغمض عيني
تكتحل عيون القلب عشقا
تبرق في العتمَة
توقد شموع الروح
تصعد
تتجول في خارطة القمر وتعانق السماء
تغيب الروح
في هواك
ويتفتق القلب براعما
يتدفق سيولا وأنهارا
فتصب في بحر محبتك الذي لا ينفذ
تفقد الأبجديات لغتها
في فعل الحب
تتوه في حالة المحبة
يتعطل اللسان
لينطق القلب بلسان البصيرة

 

الأحد، 9 نوفمبر 2014

الدرس شاغر


أغمض  عينى
أتخيل أنى  في مكان آخر وفى زمان آخر
وأن ما على جوانب الطريق من شواخص للدمار أحتفظ بها للذكرى لطرد النسيان
أتخيل ان المسارات تسير في اتجاه الزمن المعاكس
وأن ما  أعيشه  مجرد كابوس ستقتنصه شمس ذات فجر أكيد
وأن ماكتب على اللوح  هو اليقين الذي سيبقى

أردد اليوم مع نفسي بكثير من الدهشة
أي جنون يستدرجني لأصدق أضغاث أحلامي وأزرعها في حدائق الآخرين
وأكاد اللحظة أسمع سخرية الشارع  والمشرع فى قوانين الغرباء
في صومعة خوفي وعزلتي هذا الصباح
الدرس شاغر
واللوحة لن تمحي لإنشغالي بتدوين وصايا الخوف
حتى اشعار اخر
 

الخميس، 6 نوفمبر 2014

قيد فكري



يا فكري المكلوم
ياصوتي المخنوق بصرخة تهتز فوق الموج عاصفة ترحل
عبر فضائي
عبر انشطاري
وصوت الناي لحن وجد يزف الحزن لنوارس تحملها وتزرعها بشواطئ الليل
بصحراء الصبر
بالصباري
قذفت مفتاح قيدي بعمق بحر متلاطم الموج
عدت ابحث عنه وجدتني مقيد
لا اتقن فن الغوص
سألت ذاتي هل ساحطم قيدي وأصفادي وأنسى مبادئي ويخطفني الزمان مرتدا
فأكون أنا هو إرتدادي
كل نزيف له بلسم  إلا نزيف الفكر بلسمة الجنون
مرهق أنت أيها الفكر
قد ترتاح يوم تبرحني دعني للتيه
دعني لحلم كتبت فيه أفكارى
دعني فاني سلمت لله أمري وأقداري
يا قيد فكري
هذا زمان العكس مرثيتى به ساكتبها أمام عيوني على جدار الصمت
على جداري


غياب عسير


في الطرف الآخر من الجرح تمكثين منذ أعوام
وفي روحي المصلوبة بحنانك ووجع العراء يحملني
ويطوف بي بين الوجوه الغريبة

 الصبح حلم  فوق كفك الغائبة
وفي مرايا الليل يشرق وجه الإنكسارات الكبيرة
هنالك حيث تغمر وجه القمرالشاخص نحوك لعله يوصل  النداء
أتلو تعاويذ الرحيل

أجترح الحياة بعدك بكل هذا النزق واني لم ازرك حتى اليوم
بيني وبينك ينتصب رصاص ملثم
يقتنص بهجة عناقنا المؤجل
افسحي لي مكانا قرب رائحة عرقك
اتدفأ بها فالعراء بارد ولن ازعجك بصوت انفاسي

الرصاصة اكثر حنانا من الاختناق او الموت صمتا
 ان وجهي لم يعد لي
وان الأطفال الذين تركتهم صغارا
كبروا
وأني عدت أصغر
يرتديني العراء
 كلما توسدت صورتك المعلقة بين الهدب والهدب
واقول لك فيما اطلق من هذيانات
ان الليل طويل  وقاس
وان الوطن ناء مثلك
فقد انتبذ هو الآخر قصرا في الرمال
واني وحيد
وان النجم العالق في أذيال السماء انطفأ
اقول ان الريح تصفر في جسدي مثل فزاعة تنتصب في قلب العدم

كان هنالك جسد
وكانت يدك التي تهدهد وجعه وتلم شعثه وتهندم حزنه
كان هنالك أنت
 تعبدين الدرب بالياسمين
 وتعفرين الارصفة بالأدعية
 لتحفظ خطواتي وهي تمرعليها
 لئلا يخدشها الهواء العابر
لا أهاب غضب الموج
 لأني أرى ابتسامتك تقف خلف الأعاصير
 ووجه السماء الملبد بالمجهول
غابة تنمو فوق عصب الانتظار
صبح العناق بعيد
والمحطة يعلوها الغبار  لعابرين بلا خرائط
ووجهك في الأفق يلوح لي الأعناق
وصوتي يتسامى في ليل الوحشة والخوف
أغلقوا النوافذ
اطفئوا الشموع
النور يجرحني بغياب عسير


الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

كلمات النهاية




كل شئ يقتل الأمل
أحلام تهاوت مع أحلام الغرباء
أمسح  دموعي قبل أن أختفي وقبل أن ألتحف بوحدتى وأغوص في مساءات حزينة
أكتب كلمات الوداع وكلمات النهاية
وأرحل
أرسل طيورا  بيضاء لتحلق في سماءآت  حزينة
ومع طفولة مقتولة تختفي فى الخريف وفي تيارات الرحيل
أعد العدة
أنفض الغبار عن صورتي
أسامرها
وأسافر بها الى عوالم اليقين
أحكى أزمنة ضائعة وأنتظر الرحيل مع قوافل الراحلين    


الاثنين، 3 نوفمبر 2014

ومعا ننام


ثمة علاقة بين فقرنا الدموى وغربتنا
إن عدد اللحظات الخالية موافق لعدد كرياتنا البيضاء

لست  أدري لماذا نخشى الآخرين
حين نخدش أو حين ننزف أو حين نفشل أوحين تزج بنا الحياة  في قفص التعاسة
هى ليست نهاية العالم
لست أول من يفشل في مشروعه  فأكثر الناس ذكاء قد يضع القدر في طريقهم أشخاصا في ظروف معينة وتوقيت معين ليجدوا أنفسهم بعد فوات الأوان قد تورطوا بالتعامل معهم

أغيب مرة أخرى عني
أتودد إلى الصمت في سخاء
أجمع أسئلتي الحافلة بالعري وأعتصم بها فى شوارع القلق
لم تعد الأجوبة سخية ولم يعد القلب ينبض بغير الانتظار
يا أنا
ما زلت أؤمن بأن الأرض كصدر الأم غائرة في الحب
وأن العمر قطعة من ذاك الحب المتوحد في اختلافاته
هل أنا غائب  حقا فى طفولة صارخة
ما الذي يحيلني على أسئلة جارحة في معناها التأويلي لزمن عشته بخشوع
هل هي الأرض أم هي السماء أم الشوارع
مازلت لم أتعلم كيف أخون وكيف أخالف قناعاتي
مازلت عندما يدق الفرح بابي أبكي خوفا تسحبني الدمعة إليها تدغدغ أيامي
ولغتي معلقة بين صمت ولا صمت
بين بوح ولا بوح
أحاول الكتابة عني لكن الفكرة تأتي يتيمة يصطحبني نحيبها إلى الفراش يمارس معي جرم القطيعة فأتحول إلى الصمت
ما أجمل أن تكتشفك الأرض مرتين
مرة وأنت تزهو في حقولها
ومرة وأنت تعصر قلبك شوقا لغبارها

هناك كان لي بيت من دفء
هناك كان لي زمن من صدق
وهنا لي القلق الدائم والكفر
نحن لا نختار أقدارنا بالطريقة التي ترضي فينا الإنسان
نختارها بالطريقة التي ترضي غرورنا الفائض وبعدها يبدأ الحساب لتعيش الذات مأزق الندم
جئت من زمن عاشق في قلبي حقل من مطر وفي صدري حكايات طويلة ستبدأ

حكايات  طويلة مع نزق الروح وتلك الحفلة البائسة التي أشعلت صوتي بالصراخ وانتهت
لم تعد قادرة على مدي بغير الفكرة الشاردة
أحاول ماذا إذن
وقدري يعاند صباحاتي  بكثير من الضجر
أغرق في مسائي الطويل
أفتح ضوء القلق وأنتهي فيه
أجده مبتلا بالانتظار
فنتعانق
ومعا ننام

الاثنين القادم وبعد جلسات التيه ربما يقول القاضى كلمته الاخيرة وربما كانت بالتأجيل لفترة اخرى