
اللحظة هى نقطة إلتقاء الماضى مع المستقبل ولا نملك سوى لحظاتنا وإيماننا وتكون حياتنا عن إرادة منا فى نهج الطريق وفرض علينا فيما سيكون فى تلك الطريق واللحظات التى قد تكون ولا نتصور لها أن تكون كما هى عليه .. وتلك هى الحياة فى بعض المكاسب على حالاتها رغم وقع الضرر من بعضها .. لأننا من يختار النهج ويختار الطريق
السبت، 24 نوفمبر 2012
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012
وأنت ملاذي
أخضب قلبي بحناء الشوق وأنقش اسمك في راحتي
وأنت ملاذي
أسربل أحلامي بعطر وجودك فيذوب الجسد والروح معا عند أعتاب حروف اسمك والمنقوشة في الكف
تعرج النبضات إلى سماواتك المشتهاة
أشرب خمرة الوله فتتمزق الحجب وتتجلى الروح في محراب الحب
وأعلن صمتي
يلج الجسد في الروح فيبلغان التوحد
يفيض البحر
تنتفض روحي عارية إلا من زبد الشوق
أغمض عيني فتكتحل عيون القلب عشقا
وتوقد شموع الروح وتصعد تتجول في خارطة القمر وتعانق السماء
وتغيب الروح
ويتفتق القلب براعما يتدفق سيولا وأنهارا
وأنت ملاذى
ماتبقى بيننا
واخترت ان اعيش بين اوراقي وخلف الغيوم لعلي أستطيع ان اغسل بعض جروح الامس ببعض من رذاذ المطر
روادت فيك الروح واذا بالروح تراودني
أقسمت ان لا امر على رائحة ثيابك وأن لا اطبق الجفنين وانت فيهما
وأن اختبىء بين ظلال الريح ان نادتني الذكريات اليك
لن أسكب الاشواق على ليل تعري فجره
وسأدع الرحى تدور بين الأرض و السماء فقلاعي تكره الصمت
حين تعلمت نظم القوافي جهلت طريق العودة
وأشتقت أن اموت على أهازيج الكفن
يلوموني بك الانام
وتعاتبني لهفتى
فلا احترق ما تبقى بيننا
صائد الغزلان
تقول الأسطورة
أن ملكا أعمى خرج يوما للتنزه في الغابة مع بعض وزرائه المنافقين الذين يزينون له سوء عمله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويمدحونه بما ليس فيه وينسبون له ما ليس من عمله
وحين شعر بحركة حيوان قريب منه فسأل عنه فقيل له أنه غزال بري فطلب منهم أن يناولوه رمحا
ألقى به في الاتجاه الذي توهم أن الغزال قد بلغه وهو يدرك أن احتمال أن يصيب الطريدة برمحه شبه منعدم
ومع ذلك سمع الملك صيحة من أحد وزرائه المنافقين أعقبها مديح طويل لدقة تصويب الملك الأعمى ونجاحه "المزعوم" في اصطياد الغزال
ولم يمهل الوزير المنافق ملكه الأعمى ولم يمنحه فرصة لتكذيب الكذبة الصريحة
ودعا الجميع لحفلة شواء تحت شعار
"شكرا لملكنا الهمام صائد الغزلان"
وأكل الجميع لحم الغزال المسكين
وقد صدق ملكهم الكذبة الكبرى وتوهم أن بصيرته نافذة إلى درجة اصطياد غزال سريع رغم فقده لبصره
الأحد، 18 نوفمبر 2012
شهداء
لقد قدم الشعب المصرى شهداء أطفال رغم أنفهم وهم أطفال وضعوا ثقتهم الطفولية فى أيدى شعب مصر الذى تخازل وترك الخونة يسرقون حكم مصر
هؤلاء الستين طفل وطفلة قدموا حياتهم عربون ثورة مصرية عادلة حرة نظيفة
هم شهداء ثورة مصر ضد الأخوان والفاسدين
لقد أعطى هؤلاء الأطفال حياتهم لنا فهل يمكن أن نخزلهم ونترك مصر فى أيدى خونة لا ينتمون لمصر ؟
حياتنا رخصية بعد حياة هؤلاء
البقاء لله
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012
ثقافة القطيع
لقد حيرت "ثقافة القطيع" علماء الاجتماع طويلا
وكانت من أولى الحوادث المفجعة التى أخذت حيزا لا بأس به من الدراسة هى حادثة مدام (جينوفيس) فى مدينة نيويورك عام 1964 ففى هذه الحادثة تم الإعتداء على مدام (جينوفيوس) وقتلها بجوار منزلها واستمرت السيدة فى الصراخ طويلا والاستغاثة بجيرانها وقد سمعها وقتها تحديدا 38 جارا ولكن كان من الغريب أنه لم يبادر أى منهم بالاتصال بالنجدة على الإطلاق أو فعل أى شىء لإنقاذ جارتهم المسكينة
وهاجت نيويورك بعد الحادثة وتحسر الناس على الشهامة الضائعة
كما تحسرنا فى مصر على حالنا فى عام 1993 عندما تم اغتصاب فتاة فى ميدان العتبة ولم يتحرك أى انسان لنجدتها
ولكن لسبب ما فإن علماء الاجتماع عندنا لم يقدموا تفسيرا لهذه الظاهرة الغريبة - ولا أعنى بذلك الاغتصاب - ولكن أعنى أن يرى الناس انسانا ضعيفا يتم اغتضابه أو قتله أو ضربه ولا يفعلون أى شىء سوى التسمر والفرجة
ولكن فى أمريكا قام علماء الاجتماع بعمل دراسات موسعة للتوصل لسبب سلوك جيران مدام (جينوفيوس) وقاموا بتجارب عدة خلصوا فيها أنه
لو كان هناك جار واحد فقط موجود فى حادثة مدام (جينوفيوس) فلريما بادر هذا الشخص بالاتصال بالشرطة أو نجدة السيدة...
ولكن وجود عدد كبير من الأشخاص يشاهدون الحادث دفعهم إلى عدم عمل أى شىء
لا يبدو الأمر منطقيا أليس كذلك؟
فشخص واحد قد يعرض حياته للخطر لو تصدى للمعتدى ولكن وجود جمع من الأشخاص من المفترض أن يجعلوهم يفكرون أنهم يستطيعون التغلب بسهولة على المعتدى لو تحركوا معا لإنقاذ الموقف
ولكن يبدو أن العقل الباطن لا يدرك قوة الجمع والإتحاد وفى المقابل يفكر بمنطق " سوف انتظر حتى يتحرك أحد غيرى"
كلهم فعلوا ذلك كل منهم انتظر أن يقوم الآخر بفعل شىء..فكانت النتيجة أنه لم يفعل أحد شيئا.
ففكر العقل الباطن أنه طالما "لم يفعل أحد غيرى من هولاء الناس شيئا فأكيد هناك أمر ما خطأ وأن ألأمر لا يستدعى أن أتحرك ورغم سماع الشخص لصراخ السيدة ألا أن عقله الباطن يرفض أن يصدق أن هناك شيئا يحدث ﻷنه لم يتحرك أحد آخر من كل الناس الآخرين لفعل شىء، فالعقل الباطن يفكر بشكل ما أن المسئولية الأخلاقية تتوزع على الجمع
يمعنى أنه لم يبادر 38 لنجدة السيدة فهذا يجعل هولاء الأشخاص لا يشعرون بالذنب الكبير الذى قد يشعر به شخص واحد موجود فى الجوار ﻷن المسئولية عندها تتوزع كل الحضور وكلما زاد العدد كلما قلت نسبة أن يتحرك أى فرد فيهم لعمل أى شىء ﻷن كل منهم ينتظر الآخر
إن هذا ما يحدث فى ثقافة القطيع
القطيع لا يفكر لا يوجد فيه مبادر لعمل شىء تحركهم معا أو سكونهم معا يشعرهم بالأمان
حتى لو كانت هذه الحركة غير منطقية وغير عاقلة ولكن لا يوجد أحد منهم يقف ويفكر ويبادر بحركة مختلفة عن حركة القطيع ﻷنها تبدو أكثر منطقية
فهل كل الناس هكذا؟
الغالبية العظمى -ليس فقط فى مصر- لا تفكر وفقط تتحرك كما يتحرك المجموع لا تنبهر إذا سافرت للخارج ووجدتهم يحترمون قوانين المرور فمعظمهم يفعل ذلك ﻷن القطيع كله يفعل ذلك
وفى بلادنا لا يحترمونها ﻷن القطيع لا يحترمها فإذا سافر أحد المصريين للخارج وجب عليه أن ينضم لثقافة قطيع آخر ويحترم الإشارات هكذا هم الناس
سلوكهم سواء إيجابى أو سلبى مرهون بثقافة الجمع
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم طبيعة هذه النفس البشرية ويحذرنا يقوله
"لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا"
إن الرسول صلوات الله عليه يريد أن يربى فينا أن نأخذ زمام المبادرة أن يكون سلوكنا مبنى على ما نعتقد أنه حسن أو سيىء لا على ما يعتقده الناس ويفعلونه..."كل الناس بترمى زبالة"..."كل الناس بتغش".."كل الناس بتدفع رشاوى"...إلى آخر كل هذه العبارات التى تجعلنا نفعل أشياء لمجرد أن القطيع يفعلها حتى لو كنا فى أنفسنا مقنعين أنها حرام أو خطأ...فقد عقلنا الباطن يحركنا لنمشى مع القطيع..حتى لا نظهر بمظهر شاذ عن غيرنا ..فلنغعل كما يفعل الكل
إذن فلكى نحل مشكلة مثل احترام المرور فلابد أن تأخذ مجموعة من المبادرين على عاتقها كسر ثقافة القطيع والبدء فى ثقافة مثل (السواقة فن وأدب) على سبيل المثال..فى البداية لن يلتفت إليهم أحد وقد ينالوا السباب من الناس لأنهم يسيرون عكس المألوف ولكن بمرور الوقت سيتبعهم بعضا من القطيع وشيئا فشىء تتغيرثقافة القيادة فى مصر
وقد أوضح القرآن أن هناك ثواب خاص للسابقون الأولون الذين يأخذون زمام المبادرة فى أى شىء خير وقال تعالى :
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل"
فالمبادر الذى يخرج عن القطيع ثوابه عظيم ﻷنه غالبا سيجر وراءه القطيع إلى طريق الصواب
فمثلا فى حادثة "فتاة العتبة" لو كان رجل واحد هب لنجدتها لتشجع الباقى وساعدوه وهكذا فى كل شىء ربما كان من الصعب أن تكون "أول" من يفعل شىء فى محيط أصدقائك أو عائلتك أو وطنك ولكن من المؤكد أنك لن تستمر وحيدا طويلا وأن القطيع آجلا أو عاجلا سيتبعك
لذا كان من الطبيعى أن تكون صفة المبادرة أول صفة وضعها "ستيفن كوبى" من الصفات السبع الأكثر تأثيرا فى العالم ﻷن الأكثر فاعلية هو الذى لا يتصرف كما يتصرف الناس
هو الذى يعلم أنه "يعرف الرجال بالحق ولاو يعرف الحق بالرجال"
هو الشخص غير الأمعة الذى ربما يكون فى حسابات الإحصاء شخصا واحدا ولكنه "راحلة" وسط " قطيع الإبل"
إنه شخص يوزن بألف شخص
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)