الجمعة، 10 أغسطس 2012

سلامتها أم حسن



وكنا فى بداية أو منتصف السبعينات لا اتذكر جيدا
وفى ذروة تلك المرحلة الرومانسية فى تاريخ الفن المصرى فى كل مجالاته من الغناء والكتابة والسياسة رغم الأوضاع السائدة

وانتشرت دون مقدمات أغنية سلامتها ام حسن

وفى مرحلة المراهقة
وترتبط بما يشدنى من فن أم كلثوم وعبد الحليم ونجاة وفايزه وسعاد محمد ومحرم فؤاد ومحمد رشدى وكل المطربين

وحتى كانت تلك الأغنية الشعبية
ولا أقول انها صدمتنا كمراهقين بل كانت علامات الاستفهامات كبيرة وراء أم حسن وسلامتها
وتكونت التعليقات والتحليلات من كل طوائف المجتمع المصرى
وتضررت كل ام حسن من ترديد اسمها
وكل من قدر له أن يكون الولد الأكبر لأى أسرة ويدعى حسن وبالتالى فأمه تلك الأم المشار اليها فى الأغنية
ونادرا ما تجد قرية من القرى أو حتى شارع من شوارع مصر من لا تنطبق عليها تلك الأوصاف وان كان فليس مهما ان تتواجد أى المواقف التى تخلق انتشار الجملة الفريدة
سلامتها أم حسن

والمثقفون وقفوا عاجزين عن تفسير الموقف

ومنهم من قال ان تلك الظاهرة والتى تخرج من النوادى الليلة وتخاطب السكارى والباحثين عن المتع أثناء الصخب والسكر والفاحشة وسط النساء والفتنة لا يمكن لها أن تستمر وليست بفن شعبى

ومنهم من قال انها نواقيس الخطر تدق للمجتمع
ومنهم من اعترف انها وان كتبت للاستهزاء من أم حسن وابنها فكلنا مسئولون عن تدهور الحال لنشر الفساد ولو كان مصدره تلك الكازينوهات الليلة أو صخب التفاعل مع العادات الإحتفالية والتى يجب أن تحد لها الحدود

ونحن قلنا
أن أم حسن مريضة أو ربما هى فى محنة وندعو لها بالشفاء والسلامة

ونحن فى الطريق
ورحلت سنوات القرية الجميلة كما ترحل كل سنوات العمر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.