هذا الصمت المشروخ الوجه ليس كباقي عطور صمت الرجال النابتة في حقول خريطتنا العطشى
والتي ما فتئت تنمو ألوانها الحالمة بنور حجارة حارقة
وكالأفكار البريئة هذه الأمواج البطيئة تخترق الكائن هي بلا شك في حاجة إلى دفعة أخرى من سحر عصا موسى
حتى يزبد البحر و إلى مجراه الغريب يعود النهر غانما و طليقا
لم تعد تقوى عيون شيخ القبيلة على إخفاء ما يجري داخل أنفاق الغابة من تفاصيل دامية
صارت تفوح برائحة الأجساد المنهكة حتى الثمالة
و بشط من نار و تراب ها هي ذي فراشات المدينة المتفحمة تصر على تحقيق هذا التحليق الأبدي وراء نجمات جبال حزينة
لكن قيل : إن كل من جد داخل خندق مخدوع يصنع الجرح الغائر في أرواح الشجر حتما سوف يصل إلى بداية طريق الشوق العظيم
أما صناعة الجراح بماركات مسجلة في معامل تلفيف سواعد الوطن فتبقى أمتع لعبة تمارسها خفافيش مغارات مدن البؤس بتواطؤ عار من أى أوراق للتوت مع ربان سفينة مصاصي دماء الحجارة جنوب الروح
حبلى بعلامات شقوق الرعب البليغ
هي مساحات الكلمة الحرة المشتهاة
أنشودة ترانيم جحيم الأسئلة الصعبة و بريشة فنان
تكتبني هذه المعاني المغسولة السواعد بيقظة التوقع الجميل لتختصر إشارات تلك المسارات الطويلة مكعبات كؤوس القمر السهران بمعية الذئاب و الذباب في أفخم فنادق مدينة العباد
فمن يضع حدا للعب الكبار بأنفاس الصغار
و يسلم القاتل مغلولا بأسلاك رفيعة في كتاب لمرايا الميزان
تذكر يا حارث مياه البحر اختار سبيل اللعب الطفولي في مغارة مفككة
تذكر يا صانع أنفاس قلب الخريطة تئن في قبضة كلاب تحرس غابة مفروضة
تذكر أنك البداية و المنتهى
تخلص يا صوت المدى من سلطان خوفك الجائر بالخروج من دائرة الطاعة العمياء
و بكسرك لمحارة التقليد الطاغي إليك تعود سواعدك المنفية
سواعد النار التي تصدت في أزمنة خريف المدينة لأعداء من الفولاذ
تذكر يا غيمة كل الأمكنة الجريحة
أن لتجاعيد ظمأ الغضب رائحة فيض الرماد
و بعد كل سقوط شمس تحترق بلهيب لعنة سلطان الاستبعاد وثمة ثمار من دوالي النار فجأة تشرق في جوف صمت السحاب .
لعل هذا المساء الحزين بات حرفا أجمل حين كتب فصلا آخر من تاريخ صراع قديم لأحفاد الرمل المهرب و الفقر المعلب و الدم المصدر مجانا لآلهة التراب ضد جيل جديد من حفاري جنبات أرصفة أضلعنا الذين يزحفون خاشعين و مهرولين وراء سؤال الفتات
ترتوي بتفاصيله زيوت الحطب المخزنة داخل صهاريج الأجساد المعطلة
إنها بيوت الوجدان الذي اكتوى بدخان صفعة الموت الفاضح
هي دوالي الماء المتألق ويرفض اليوم أن يموت
مهما أبدعوا في طرائق قتله
هذا الماء اللعين فشل في إطفاء حريق البحر لأنه ماءهم و ليس ماءنا
لماذا افتقدنا بريق جحيم التكسير
و استسلمنا لمتعة الجري وراء ظلال الأشياء
هل لأنا من تربة جنوب آثم تجبل على الخضوع لشهوة الرياح ؟
أم لأنا من لهيب منيرغزته جنود الثلج منذ سقوط الجدار و صعود ابن آوى إلى صهوة القيم المقلوبة على وجه حق كبلته الأيدي الخفية
وقيل أن ثمة رياح صفراء تبدو أكثر شعبية كانت وراء قمع الرماد و إحياء فوضى الرمال داخل عيون ضيقة آخذة اليوم في الاتساع و تسلق برج الأبراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.