تلملم أيامها بعد صفعة الرحيل وصخب الصمت يقتلها كأن شيئا منها تسلل إلى الآخرة
ما أصعب الحياة و ماأسهل الموت
يرحل النوم
تفتك بها رائحة الفقد وتنهمك في زمنا تستبد بها الأوهام كما الريح العابثة تلمس أنحائها
تتلقى سياط الأوجاع بعد أن التهم عقلها مرارة اللحظات وجحافل الظلام تؤثث المكان وألوان العتمة تغرق كل الألوان
ويعرش في قلبها الوهن وظلمة الألم تعاند ضياء الأمل
لا ينير المكان سوى شعلة حريق الذاكرة تهتز تلال الصمت ويرتفع صوت الأنين إلى الحدود الكونية
ليكون منبرا لبوح النفس الداخلية ثم يغفو الزمن في لحظة تعري مفخخة بالألم
ليصحو على كابوس جديد على يوم كسيح يزحف على أشلاء صدمة الفجيعه
و يستنشق غبار الخيبات عند نافذة الحياة فتغرق الهموم في يم الذاكرة
ظلت كلماته تلوب في مخيلتها
كانت الكلمات شحيحة لكنها وشت بطلاسم أعماقها ليوقعها فجأة من سمائها الشاهقة و يهشم أحلامها في تلك البيداء التي جفت
لم تعد تعلم ما الذي انكسر فيها
كم هو مؤلم
أن تغادرنا الروح على حين غفلة ودون سابق قرار ودون سابق إنذار
دون رأفة أو مواساة ودون وعد كاذب ودون بشرى بحلاوة الفراق
وتتسلق خيوط الروح
لعلها تزيل الصدأ من مجرى الشرايين فتعاودها الحياة
حينها ضاقت طرق إختياراتها
هل تنتظر ربما يوما يعود أو يحن فتفرش رماد احتراقها لصقيع أيامها أو تقع في حفرة الوحدة ولن تشتهي بعده إلا الردم
و يخترق صدى صوته سياج الذاكرة
كيف أختار موتها بعد رحيله و لم يترك خلفه عبيرا سوى بذرة حب تركها في أحشائها تنبض بأنفاس الحياة
لقد انسحب ملطخا بالأنانية وتركها في عتمة جفاء بارد
لا بد أن تكفكف دموعها التي روت كل الغيوم و تبدأ من جديد
لن تتوقف الحياة المتعثرة في محطات الوداع المتتالية
سوف تشطبه من دفتر العمر وليحشر في زنزانة الذاكرة علها تمنع هواجسها المغيرة وتسلم من خناجرها التي تغمد في صدرها
سوف تسكب خسائرها بكبرياء
في سلة التجربة
تدحرجت أفكارها في اتجاهات مختلفة
ثم في لحظة خاطفة تعثرت بفكرة وددت أن ترمي بها من علو شاهق
تحطم عظامها
و تغلق الباب دون أمانيها
لن تتخلى عن جنينها
تدفع الغطاء عنها وتنفض النوم مع شيطانها
ترتدي قامتها في غرفة سقفها أحلامها و أنين صمتها
تخرج الكلمات
في ولادة قيصرية فاشلة
تقذف بصراخها خارج الكوكب كما الريح العابثة يستبد بها الغضب حد الثمالة
يرتوى الصوت
غب متى شئت وكن على سفر
كن في تواطؤ مع اتساع الشرخ
لن ترتدي تعاويذ الغياب وان اجتاحها الشوق مع وخز المسافات
يحتضر البوح
حكايتها صنعت من أكواب الصمت فافترشها الزمان وخنقها صخب الموت فتكسرت
بعد اليوم
على ضفة القلب لن تستريح بين أصابع الأسف
تسلل العشق وارتحل
خف وقع النبض واضمحل
لن تركع تحت ظله
لن تكون نبتة الظل وتجربتها معه كركعة ناقصة لم تصلى كما يجب
إنفض منها ورحل بحطب ذنوبه تشتعل
سوف تذهب منه لتغتسل وليصمت هو إلى الأبد
فقط يرحل من غدير رائق لمستنقع كدر وليبتعد
لتكمل سجودها لربها
لا لرجل
ثم تستسلم لنوبة صمت حتى انتحر على صدرها الوجع
فيحضننها هدوئها ينثر على وجهها سكينة أمل
يمررها على جسدها
تتحسس بطنها
شيئا ما ينبض ويتحرك
يركل
فشعرت بالامتلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.