الجمعة، 28 يوليو 2017

لحظات

إن اللحظات التي تثقل كاهلنا بالكثير من الألم هي نفسها تملك القدرة على منحنا فرصة الإنعتاق والمضي نحو المستقبل متشبعين بثقة كبيرة بأن الحلول رهينة الغد الذي سيأتي مشفقا علينا من كل ما عانيناه
أيتها الجميلة
يا عجينة عجيبة من ألم وأمل
ومن ضحك وبكاء ومن موت وميلاد
تمدين يدك تداعبين شعرك الليلي الكثيف مبتسمة كأنك أسرت الليل في قنينة وبعثرت النجوم في غرفتك الصغيرة
تتوهج أسنانك أكثر وأنت تبتسمين للمرآة مطمئنة لها و لما أسرته لك بأنك ما زلت جميلة آسرة للقلوب
تتماوجين في مشيتك لتكملي ضفيرة طال حلمها بين كتفيك
تتحرر يدك من شعرك تدسينها في قارورة عطرك وتستنشقينها لتمسكي بي فأصاب بالدوار
وتتكسر الكلمات على رأسي كما تتكسر مياه الشلال
تخنقني عبراتك ويثقلني ماضيك فأستسلم لجبروتك وأسترسل في الكتابة
لا أضحك من طفولياتك ولا أبكي لآلامك  ولا أصمت أمام فلسفتك وتأملاتك
لكن رأسي يتطلع الى ملامح وجهك القمري ويشتم عطرك الساحر
يهيم على وجهه في فضاءات عينيك الساحرتين
أتراك كنت تأتين الي لو غزا الشيب شعرك وأنهى فصول ليله
هل كنت ستفرحين بلقائي لو نطقت التجاعيد في وجهك وأصمت الآذان عن سماعك
هل تعتقدين أنني وحدي القادر على انقاذ أنوثتك ذات غروب في العمر
أم أنني الوحيد من سيجلس اليك ويسمع أنين روحك  وصهيل العمر على أخاديد وجهك
هل ستكتبين فرحة لما ينتظرك من تصفيق تعرفين مسبقا أنه اكراما لشبابك الغض وبهائك الآسر
أم أنك حين تسكرينني بعطرك و تتحدين معي يتلاشى الجسد و تظل الروح وحدها تفيض بالكلمات
تصفق لها الأيدي مرغمة
فأجد لطولي معنى بحجم الانسان
وتجدين لسمائك باحة في غرفتنا فوق مكتبنا
أيتها الجميلة
دعي المرآة جانبا و تهيئي لفرح الكلمات الذي سأمنحه لك
فأنا هنا بحجم الكون بين اصبعيك
                                                      
عندما توسدت أحلامي ورحت أغط  في نوم عميق كانت عصافير الصباح عادت مبكرة تبحث عن بقايا أوكارها فى روحي محدثة شرخا في زاوية ما في صوتي فبعثت أو صحوت من جديد لأدرك أنني أعيش الواقع بكل تفاصيله
وأن هذه المدينة المسكونة بالبحر خبأت لي الكثير من المفاجآت
نهضت من سريري أقصد النافذة لأطل منها على وجع كان بدأ يتحرك بين أضلعي يربكني و يسحبني الى الخلف ليجلسني مرة أخرى هذه المرة على مقعد وحيد في تلك الغرفة المسكونة بتساؤلات كثيرة ربما لم تكن تعرفت على
أنا لم يكن يهمني أن أعرفها المهم أن لها سقفا يحميني من الخارج
يحدث أن أشتم في النسيم هواك  وأمتطي كلماتك لألامس السحاب
وأن أفلت من قبضة الصبح و تأتيني شمسك
لأنزوي الى حقول نبضك فأتوزع سنابلا و زنابقا
ويأتيني حرفك أرسم تقاسيم وجهك
وتكتبني اللحظات وتعتصرني المسافات دمعة
يدثرك حلمي
وآه من لحظة صهيل الحرف
يغير اتجاه الموج و يسكن البروق في كهوف الليل
                                                     
في نفس الشارع الطويل الممتد كقدر يلازمنا ويخلط أوراقنا ليجردنا من تفاصيل الحكايا والتي كان من الممكن أن تجعلنا أكثر اطمئنانا لهذه الحياة وجدت نفسي مرغما  أخوض رحلة بحث عن لحظة أخرى غير تلك التي تتقاذفني بين وجع يوغل الحزن عميقا في داخلي ويحرمني لحظة سكون هو ملاذي بعيدا عن صخب أحداث تزاحمت في أيامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.