الاثنين، 23 يناير 2017

ليلة المحشى

اقترح عبد الله ان نطبخ محشى
وكانت فكرة مهببة والحمد لله على السراء والضراء
مش عايز افتكر الصراع اللى دار بين المتواجدين على الفكرة
كنا خمسة أفراد أصغرنا يتعدى الثلاثين وأكبرنا يقترب من الستين
بمجموع أعمارنا نكون قد أكملنا قرنين  من الزمان على تلك الفكرة
وابتدأ العمل بكل جدية
الكرنبه كان شكلها جميل وعبد الله بيخبط عليها كده تعمل صوت يجنن يعنى هتكون حلوة
زى بالضبط لما كنا بنشترى بطيخة يقوم البياع مخبط عليها وهو ماسك السكينة ويقعد يهددك
افتح علشان تشوف
تقول له لا خلاص امرنا لله سيبها وانا هتصرف فى البيت

احضر على الصغير الحلة الكبيرة لتستوعب الكرنبه بعدما قام عبد الله بفصل كل الاوراق عن بعضها
انا عارف هتكون ليلة سوده وطويلة كل واحد نفسه ينفذ فكرته
على الكبير عايز نسلق الورق سلق خفيف يدوب لما الميه تغلى نحط الورقه ونشيلها على طول
عبد الله هو المسئول عن تجهيز المواعين وغسيل كل حاجة فهو خبير بالنظافة بغض النظر طبعا عن انه بطيئ وبيغسل الحاجات بضمير زايد لدرجة تقرف
وعشماوى مفروض هوه المسئول عن لف المحشى
وانا قررت اقوم بالطهى بعد ما يخلصوا

وبدأ عبد الله فى غسيل الأرز أولا وبالتوازى يقوم عشماوى بتقشير البصل بكميات كبيرة حوالى كيلو تقريبا وعلى الصغير بيشغل الخلاط على الطماطم تحس اننا بدأنا معركة وليس لها قائد وكلنا كنا قائد والتفاصيل كتيرة جدا واستمرت من الساعة 11 مساء الأحد  الى الثانية والنصف من صباح الاثنين والخبط فى الحلل شغال والتقطيع فى البصل والخضرة المطلوبة وحاجات كده ملهاش لازمة تهيج الموقف ويختلف القادة  ويشتد الخلاف على اتفه سبب
- صحيح نشترك جميعا فى هدف واحد لكن نختلف جميعا فى تنفيذه -
ونحن نشترك جميعا فى مجرد أمنية انجاز وتجهيز المحشى بس وعينك لا تشوف الا النور فى الهياج على مراحل التنفيذ حتى لو كانت فكرة ان البصل مفروض يتقطع الأول يروح قائد تانى مش تخصصه البصل يعترض ويؤكد ان المفروض الخضرة أولا ويشتد الخلاف وعشماوى مستنى أى اتفاق على أى وضع
على الكبير  فرحان بالهيصة وملوش أى دور سوى انه يفتح موضوع نهيج عليه كلنا فيسكت ويجهز لنا الشاى
وعلى الصغير قرر الانسحاب  للنوم
وكل شوية عبد الله يسألنى ورق الكرنب استوى والا لسه تعالى شوف وانا طبعا كخبيراروح اشوف
وبدأنا فى تجهيز الخلطة المطلوبة بوضع البصل على النار والتقليب المستمر
البصل كتير يا عم عشماوى
يرد علينا المحشى بيحب البصل
يرد عبد الله مش مشكله المحشى بيحب ايه احنا اللى هناكل
مشكله بجد
نضيف عصير الطماطم على البصل
يأتى صوت عشماوى محذرا ان نضع الخضرة قبل العصير
نخبره بأننا فعلنا ذلك وانت لم تعترض ثم ما الفرق بين ان يوضع العصير قبل الخضرة أو العكس
اترك الحلة لعبد الله ليقلب لنا الخليط
وأجلس للتدخين متخيلا طعم اصابع المحشى بعد الطهى وانا اثق فى قدرات عشماوى بلف الأصابع
يأتى لنا الخبر بأن الورق لن يصلح لانه مهرى او مسلوق كتير ومتقطع
انا عارف انها ليلة مش هتفوت اصلا
يا عم اعمل اى حاجة الساعة قربت على اثنين الصبح وحرام كده
يتبرع على الكبير بلف المحشى
خلاص الموقف جاهز يا جماعة
ومع كل صباع يسمعنا عشماوى قصائد التأنيب لاننا سلقنا الورق اكتر من اللازم
اصلا احنا منعرفش اللازم وافتكرنا ان هوه كده
يرد يبقى كنتوا سيبوا الشغل
شغل ايه ياعم دا محشى
عموما خلص اللى انت تعرف تخلصه والباقى انا هتصرف فيه
ولم ينجز عشماوى سوى ما يقرب من 30 صباع بطلوع الروح واستأذن فى الذهاب للنوم
وبقى معى عبد الله فقمنا بتقطيع الورق المهرى وخلطه مع الرز كطبقات فوق بعضها
مش مهم يا عبد الله ان المحشى يكون صوابع
يضحك
بجد مش مهم
برضه يضحك ويستفسر عن المهم
والمهم طبعا الطعم
طيب نشوف بكره المهم
بعد ساعة اتضح ان الحلة وما بها من خليط المحشى بأوراق الكرنب المهرى مع الأرز المعجون أسهل
ولا تعطى الطعم المطلوب
بس دى أخر مرة اقوم فيها بالاشتراك فى اى مهزلة
منهم لله
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه

-----------------
المنشور مش سياسى
------------------

الخميس، 12 يناير 2017

سراب


إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة  والعناية  والرعاية
لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر

إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم

حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا إنما هو مؤشر وبوصلة تشير إلى مكان الداء  وتلفت النظر إليه
ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض
وألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك
وألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل

فالدنيا ليست كل شيء و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم
وإنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها
ويجد كل ظالم عقابه

بالألم  ومغالبته  والصبر عليه  ومجاهدته تنمو الشخصية  وتزداد الإرادة صلابة و إصرار
و يصبح الإنسان شيئا آخر
غير الحيوان

الأحد، 1 يناير 2017

فى ثوبها الجديد


تأتى فى أزهى صورها من وجهة نظرها
وليس مهما أن تتلاءم فى صورتها مع المنطق  ولا الذوق العام
من وجهة نظرها
تلك مسائل نسبية ترجع الى استدراكات وامكانيات مختلفة فى كل مراحل الحياة
ترسم ابتسامة صفراء وتدرى أنها فى مرحلة النقاهة بعد ساعات وأيام السهاد
تستحضر ما لديها من خيالات كانت فى السادس من ديسمبر فى العام الماضى وقول مدرب الرقص

شوفى يا حاجة سوسو
أنتى بتروحى شمال خطوتين وتهزى
وبعدين يمين وتهزى
وزيهم للخلف وبرضه تهزى
وفى الآخر قدام وتهزى

صعبة دى الهى ياشيخة اشوف فيك يوم ياهبلة يا بنت الكلب علشان الفن ينضف من الأشكال الواطية اللى انتى منها - غورى من قدامى دلوقتى ياسوسو الله يلعن شكلك
ياهبلة
وانتهى درس الرقص لهذا اليوم فعادت الحاجة سوسو الى بيتها بشموخ

واليوم تعود وصوت الماضى فى داخلها يحبطها

يلعن الفن وأيامه وكل من رأى فيك الفنانة
انت ياسوسو مجرد سوسو
الله يلعن أم الهجص
إيه القرف ده
ارحمنا يارب من سوسو وكل الآدميين على شاكلتها