الأربعاء، 23 أغسطس 2017

رجاء

 انثروا الحب على أطراف العمر لعل الأجيال من بعدنا تتربى في حجره
ضعوا بذور الإنسانية المخبأة على رفوف الذكريات  في رحم الثرى
لعلها تنبت يوما عناقيد تتدلى
أو قد تثمر فراشات ذات أجنحة لامعة تعاند الليل
لتضيئ خطوات البائسين على أعتاب الدجى
علموا الأحلام كيف تينع لتشق كالفجر خيطا للمستحيل
وتبني شجرة أوراقها مضيئة كالقمر
وكل شيئ فيها يحكي حكاية ليل يخاصم السهر
لينام دوما بلا قهر

الخميس، 17 أغسطس 2017

في البحر ... بعيدا عن الماء

لم أرسم البحر في وصيتي لكن الورثة عثروا عليه مرتبكـا بيني وبين الورق
كان يغمرني بالملح والجفاف وهو يتخلص من الماء لكي يقنع السفن بوعورة القاع ولون التراب
ستحتفظ السماء بلونها الأزرق حتى نعود
ولم أذكر في وصيتي كيف يكون مذاق الأرض حين تجف البحار
وكيف تكون الريح بلا فائدة حين لا تسوق موجة في طريقها إلى الصخرة الظامئة
الريح صانعة الخرائط فلا تنسي خطوطك في ذاكرة الدليل أيـتـها الرمال
أنا الجثـة المالحة التي كلما ملها الموت استعادتها البحار كما تستعيد الجهات ظلالها
وأسماءها
والظلام
لا تهدري ما في الحقيقة من دماء
عيناي وديعة في جبهة الأَرض فاحتفظي بما يقول المشهد المنسي
لن ترثـني الحقائق إن استعادني البحر أعمى
كما يستعيد الليل خيالاتـنا التي تسقط – سهوا – على البلاد
ولن يأكل الطير من رأسي الذي ضاعَ بين سطور الوصية الغامضة
في الوصية يغيب الأزرق لكن لا يموت
في الوصية تسقط لوحة متعبة عن الجدار القديم فيبحث اللون عن وطن بديل
في الوصية تجلس أمي على تـلـة باردة وحدها بيدها الأرض  وعلى رموشها الملح

لم أكتب البحر في وصيتي
لكنني كتبت ما قالت موجة ولدت بعد موت الرياح

الاثنين، 14 أغسطس 2017

نبوءة

أقف بين شهيق وزفير
وبين ضفتي اللهفة والصمت
أشرع الروح لحديث طال ترقبه رهين الذكريات ولحظة الموت البطيئة
اللقاء حقيقة
والصمت المخادع حان وقت أفوله
متورط بين شوق وهم السكينة وضحيج الأماكن ورحيل الأزمنة
أمر بحكايات دافئة ترسم حنين اللحظة تبحث بين ركام هودج الحب المغادر
عن شمسه التي تحمل نبوءة شوقى المقدس